Home » » نادية النادى تكتب : غياب الحروف

نادية النادى تكتب : غياب الحروف

رئيس التحرير : Unknown on السبت، 18 مايو 2013 | 1:51 م


غابت عنى الحروف و هربت منى الكلمات ، لم أعد أجد ما أكتبه لأعبر عن أشياء كثيرة تحدث حولى ، إحساس غريب عندما أجد نفسى تائهه مثل حروف كلماتى ، وأبحث عن السبب وراء ذلك لأجدنى مبعثرة البال والخاطر وكل ما حولى يفتقد إلى الترابط ، الجميع أصبحوا مثلى فى متاهة الحياة .

من منا لا يخشى التفكير فى يومه وغده ، ويحسب لكل شيئ حساب ، وعندما يواجه موقف ما يصطدم بالحقيقة وهى العجز الكلى أمام توقعاته ، وحقيقة الواقع الذى يراه أمام عينيه ، الواقع بما نراه حاليا مؤسف ولا يعطى إشارة أمل للخلاص من تهتك الفكر، والإنتماء الغائب عنا بفعل فاعل و نحن شركاء فيه بإستسلامنا .

وعندما نتربح على موت الغالى بالرخيص فلا فائدة منا فى هذه الحياة ، التى أصبح صراعها على أكل الجياف ونزع الكرامة كنزع الأظافر من الأصابع ، لما لا والعبث بمقدرات الغير لعبة سهلة ، تتحرك فى الأيدى كعرائس الماريونت ، والدمى على الطريق كحبات الرمال .

أعود إلى كلماتى وحروفى أجدها هاربه تخشى التعبير عن الحال ، تخشى الرد على السؤال من جاهل لا يعرف أو مدعى معرفة لا يفطن إلى معنى ما يقال ، وأجد أن الحال أصبح فى كل وقتنا هذا له من الغرابة فى التعبير والوصف ، بعد أن اأستشهد الحق على يد الباطل ، وهربت السكينه من القلوب وحلت محلها الريبة فى كل ما يقال.

أحسبنى بعيدة عن ما يجرى حولى أو أدعى ذلك لكنى أصحو من غفلتى وأصدم بأفعال الأخرين كمن أخذ حجرا فى صدره ، وضاقت عليه أنفاسه ، ولم يعد يقوى على الشهيق ، وأتساءل لماذا نحن فى هذه الدوامة هل هى حصاد أفعالنا وعدم نقاء ضمائرنا ، لما لا قد نكون للباطل أقرب من الحق فى أحلامنا ، ولا يوجد منا صادق الوعد والنية ، ليصبح الهدف صعب المنال والباقى إلى زوال ،قد لا تكون كلماتى واضحة لكنها تائهه من هول ما أراه حولى ، فكل يوم صراعات لباطل يأكل فى طريقه بذور الحق ،لكنى آمل فى نبتة حق تنبت فى أرض طاهرة تطيح بأذيال كل باطل وتعود إلي حروفى وكلماتى تصدح باحلى المعانى.

نادية النادى

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق