العجز البشرى..بقلم نادية النادى

بقلم نادية النادى 

إذا أراد الإنسان معرفة قدرتة فليختبرها عند مرضة ، سيعلم أنه أضعف من أى كائن على سطح الأرض ، رغم أنه يملك فى أوقات صحته قوة تدميرية إذا تملكه الغضب ، ويكون أقوى فى حالة الصمت على ما يثير غضبه ،وعلى الرغم من ما يملك من علم وهبه الله له ، وتخطى به الحواجز وإخترق المستحيل .

تجده يقف عاجز أمام جسده فى حالة مرضة ، على الرغم من النعم التى منحها الله له ،وأهمها العقل الذى ميزه به عن باقى المخلوقات ، لا يستطيع أن يدفع عن نفسه البلاء ،مهما كانت لديه القدرة على معرفة الإصابة ، سيظل عاجز عن مداواة مرضه ، ويعلم أن الله هو من بيده الشفاء إذا أراد ، وليبقى الطبيب يحتاج إلى طبيب .

القدرة على الفهم لما وهبنا الله من قدرة ، نظل عاجزين أمامها ، لأن النفس البشرية بطمعها تتحكم فيها ، وهنا تأتى المصائب من الإستخدام الخاطئ للعقل ، وليكن التدمير والحروب دليل غلى ذلك ، ويحصد الخراب فى النهاية ، وهنا لايهمه نتائج أفعاله المدمرة المهم أنه يحقق إنتقامه .

ما يتجاهله الإنسان أنه لو فكر فى تطبيق الجانب الخير من عقله ، سيكون أقوى بكثير فهو يتحكم فى الكون بطيبتة ، ويلتف حوله الكثيرين فى محبة ،تزيد من قوتة ، وهنا الفرق بين قوة قهرية مدمرة ، وقوة بنيت على المحبة تعمر ولا تخرب .

وليعرف ذو القوة أنه مهما بلغت به قوته فهى زائلة ، وأن بعوضة فى ضعفها أقوى منه ، لأنها عندما تلدغه لا يقدر عليها وتهزمه بنقل عدوى إلى جسده ليتحول إلى أضعف مخلوق على سطح الأرض