عندما يصبح المرض اغلى من الصحة ولا يجد المريض من يشعر بمأساته ،ولايرحم ضغقه !! يريد أن يبتذه ،ويستغل الظروف بلا رحمة.
هذا هو الحال عندما تتحول مراكزنا الطبية المتخصصة ، التى أنشأت لتخدم النسبة الأكبر من المرضى غير القادرين ، و يجدوا العراقيل التى قام مديرى هذه المراكز بوضعها بلا رحمة ولا شفقة .
فالمنصورة بمراكزها الطبية التى تميزها أصبحت لا تخدم أحد بمنطق الخدمة التى من أجله أنشأت ، فالمريض يدخل ليجد أوامر القائمين عليها بدفع ثمن كل خطوة من أشعة وتحاليل وغيرها ، و ـاكد لأى ذلك من أحد الأطباء يعمل داخل أحد هذه المراكز فى تأكيد على كلام إحدى المرضى ، أكد لى أن أوامر مدير المركز لابد من الدفع .
يخيل إلى أننا فى منظومة العلاج بنظام المستشفيات الخاصة ،الدفع أو الحبس ، عندما تفقد المستشفيات الجامعية مصداقيتها ويتناسى مديريها أنها أنشأت من ضرائب الشعب ومن دمه وعرقة ، وانه عندما يجلس فى مكانه بفضل أبناءه ، فهو تعلم من خلال المرضى فى منظومة التعليم المجانى التى أقيمت من ضرائب المواطن . فلابد ألا يكون الرد بهذه القسوة .
أين يذهب الغير قادر والفقير المعدم عندما لا يجد العلاج ،هل يذهب إلى الجحيم ؟
فى الوقت الذى إحتل فيه الأساتذة وأبناءهم الوظائف فى هذه المراكز ، من يحاسب هؤلاء الأساتذة عندما لا يقدرون حاجة المرضى غير القادرين ، إنها منظومة الضمير الضائع .
عندما تاتى إلى إحدى المرضى وتشتكى عدم قدرتها على سداد قيمة منظار ،أو قيمة أشعة طلبت منها من داخل أحد هذه المراكز ، لم أجد ردا على شكواها إلى أنى وجدت أن المرض أغلى من الصحة .
نادية النادى
إرسال تعليق