كان الله في عون الأزهر الشريف .. فقد تعرض مرات عديدة لهجمات شرسة .. تارة ممن يصيبهم الذعر من التدين .. وأخري من الدولة التي لم يروق لها أن يؤدي الأزهر دوره المرسوم له والمنوط به .. وثالثه ممن يريدون سحب البساط من تحت أقدامه .. وفي كل مره كانت مؤامراتهم تنكسر علي أعتابه .. فقد عرفناه عصياً علي الانزواء .. لست في مقام الدفاع عن شيخ الأزهر الدكتور / احمد الطيب .. رغم أن له مكانه طيبه في قلبي .. وان سلمت انه مخلص وعالم جليل احسبه كذلك ولااذكيه علي الله .. الأزهر الشريف الذي اعرفه هو الجامع والجامعة .. وقبلهما روافده .. من تعليم متعدد المراحل ( ابتدائي . إعدادي . ثانوي ) وقد اجبر علي التراجع تارة بتجفيف التمويل وقد يغيب عن كثيرين أن الأزهر الشريف يعتمد علي الهبات والتبرعات من أهل الخير .. ولا يكلف ميزانيه الدولة الا الفتات .. وقد كان حتي وقت قريب يتلقي التبرعات من دول عربيه وإسلاميه شقيقه .. حتي صدرت الأوامر إليها ( أن لا تبرع بعد اليوم ) وهل بلغكم نبأ الكليات الازهريه التي شيدت بمعرفه أهل الخير في طول البلاد وعرضها .. الاانها مازالت مغلقه بالضبة والمفتاح .. والسبب عدم وجود ميزانيه تمكنها من اللحاق بالكليات الاخري .. حدث ذلك قبل الثورة .. ومازال الأمر علي حالته بعد الثورة .. وهل بلغكم نبأ المعاهد الازهريه التي أصبحت قاب قوسين أو ادني من الاغلاق .. في الفري والنجوع .. والمدن .. وقد أقيمت هي الاخري بمجهودات فرديه .. والسبب هو الحصار المفروض علي الأزهر الشريف في الماضي والحاضر .. واخشي أن يمتد الأمر إلي المستقبل .. المعاهد الدينية بمراحلها المختلفة هي التي تفتقد الدعم وتعتمد علي التسول من اجل ترميمها وإصلاحها والسبب علي الدوام أن العين بصيرة واليد قصيره .. حتي معامل جامعه الأزهر فهي دون غيرها التي لم يطرأ عليها تحديث او تطوير منذ نشأتها في الستينات بعد صدور قرار تطوير الأزهر .. محاولات تركيع الأزهر ليست وليده اليوم ولا الأمس .. اتفقوا عليه دون اتفاق .. محاولات الزج بالازهر في معارك ثانوية وسياسيه لانا قه له فيها ولا جمل .. ظلم وله توابعه وسنجني جميعا ثمار تخاذلنا .. وانزوائنا .. الازهرالذي أدي دوره منذ أكثر من ألف عام وكان بمثابة همزه الوصل بيننا وبين كثير من الدول هو مايجب أن ننهض به من خلال منظومة جديدة دون القضاء علي ثوابته وإخراجه عن وسطيته .. ليس اقل من دعمه مادياً ليزدهر دوره في الداخل والخارج .. الأزهر الشريف بتاريخه الطويل هو من حافظ علي وسطيه الإسلام الذي لايعرف الإفراط أو التفريط .. ليست القضية في قيادات الأزهر الشريف كما يحلوا للبعض التشدق بذلك .. ولكن القضية كلها في إمكانيات لايجدونها .. بفعل فاعل بل مع سبق الإصرار والترصد .. ماحدث بالمدينة الجامعية بالأزهر الشريف في الأيام الماضية سبق حدوثه في جامعات أخري .. فلم تقم الدنيا ولم تنتفض .. وان كنا مع محاسبه المقصر لينال جزائه الرادع .. لكن أن تمتد التوابع إلي اقتحام مبني المشيخه وارتفاع الأصوات المنادية بالتخلص من قياداته فالأمر في تقديري يأتي استكمالا لمحاولات التركيع التي يحاول البعض الترسيخ لها .. كل المتربصين يريدون للازهر أن ينزوي .. أزهر بلاوسطيه لامكان له علي خرائط المرجعيات الاسلاميه .. ومحاوله استقطابه وانسلاخه عن دوره جريمه لن يغفرها لنا التاريخ .. بدلا من هدمه والبكاء علي أطلاله .. نريده قوياً ليكون جسراً للتواصل مع كل الدول العربية والاسلاميه .. من خلال استقباله للوافدين للتعلم .. وكذا إرسال البعثات للتنوير .. ولا انسي عندما زرت دوله اوغاندا وهناك كان التساؤل : أين الأزهر ولماذا غاب دوره .. ومتي ينهض من كبوته .. الأزهر الشريف هو مقام أساتذته بأدوار اخفق فيها الدبلوماسيون .. يوم أن غاب دوره في الخارج .. يوم ان انسلخت دول عربيه وإسلاميه وإفريقيه وارتمت في أحضان دول أخري والثمن معونات زهيدة لاتغني ولا تسمن من جوع .. والشاهد علاقاتنا المتوترة مع دول حوض النيل ؟؟ فهل يمكن ان نفرط في دور الأزهر الوسطي الذي كان .. وحاجتنا إليه في المرحلة التي نحياها .. أم أننا سنظل نتكلم كثيرا ونفعل قليلا .. ولا حول ولا قوه إلا بالله .
نقطه نظام :
أما عن شيخنا إمام الجامع الأزهر الدكتور / احمد الطيب فإذا أردتم معرفته والوقوف علي إمكاناته وكيف انه فعلا من الزمن الوارف .. فللمزيد ادعوكم لقراءة مقال أخي وصديقي الأستاذ الدكتور / عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد بجماعه الإخوان المسلمين .. وهو بعنوان الثورة والأزهر والإمام الأكبر .. وقد نشر مؤخراً في مجله المجتمع الكويتية .. ( ولا تعليق )
الشيخ / سعد الفقي
Elfeky 2004@hotmail.com
إرسال تعليق