Home » » الشيخ / سعد الفقي يكتب : كم بوعزيري .. لاتعرفونهم ؟؟

الشيخ / سعد الفقي يكتب : كم بوعزيري .. لاتعرفونهم ؟؟

رئيس التحرير : Unknown on الاثنين، 27 مايو 2013 | 3:37 م

https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/544378_126999120809103_930786037_n.jpg

قامت الثورة في تونس عندما قام الشاب بوعزيري بإشعال النار في نفسه ... بعد قيام شرطية مهووسة بلطمه علي خده .. وكان المكلوم في طريقه لاستصدار ترخيص لكشك صغير .. يقتات منه هو وأولاده ... أغلقوا في وجهه كل منافذ الرزق ...ففكر وقدر وكان قراره .. أن لامكان له وسط هؤلاء الأوغاد .. دولة لاتهتم برعاياها .. لاتسألوهم عن المواطنة ...ومن حقهم أن ينسلخوا عنها ... وأن يبيعوها بثمن بخس دراهم معدودة ... بوعزيري تذوق الظلم بمراراته ... لم يجد من يشد علي يديه ... وينهض به من كبوته ... فاختار نهايته بيديه ... حالة بوعزيري هي العنوان الرئيسي لملايين المصريين في هذه الأيام ... وفي ظل حكم الرئيس المسلم المنتخب الدكتور / محمد مرسي .. مما دفع أحد الآباء في الأيام الأخيرة أن يتنازل جملة واحدة عن أبناءه الأربعة دون مقابل ... لم يجد مايسد جوعتهم ... ضرب أخماساً في أسداس ... فلم يستطع مقاومة الديون التي طاردته .. والألام التي تلاحقه .. ففكر هو الأخر وكان قراراه .. لم يطلب ثمناً لأبنائه ... فقد تبرع بهم طواعية ... حتي ينجو بنفسه ... وكان طلبه الوحيد هو رعايتهم ...لاسيما وقد رباهم علي العفة والكرامة الإنسانية ... وزاد أنهم متفوقون علمياً ... كم بوعزيري في بر المحروسة يعاني نفس الظروف ... بتفاصيلها المريرة ... وهمومها التي لاتنقطع .. الثابت المعتمد أنهم بالملايين ... لانعرفهم الله وحده أعلم بأحوالهم .. زاد من حجم الكارثة أن الآلاف من الشباب عادوا بخفي حنين من بلاد الغربة .. بعدما ساءت العلاقات مع كثير من الدول العربية .. لأسباب نعلم بعضها ويخفي علينا الأخر ... وإذا أردتم المزيد .. فلتذهبوا إلي مطار القاهرة الدولي للوقوف بأم أعينكم علي الأعداد المتزايدة التي تهبط مطار القاهرة ... والكآبة تغطى وجوههم .. من السعودية والأمارات وليبيا ... وفي الداخل لا وظائف ولا فرص عمل .. فالبطالة في تزايد وما وعدونا به لم يتحقق ... وان وجدت الوظائف .. فهي قاصرة علي أهل الثقة لاأهل الكفاءة ... لن أتحدث عن اختيار القيادات فيما أسموه ظلماً بحملات التطهير .. فقد قلنا وقال غيرنا ولكن لا من مجيب .. وكان آخرهم الذي تم اختياره رئيساً لاحدي الهيئات الهامة .. أتدرون كيف تم اختياره ؟؟ لقد قابله بالصدفة أحد الوزراء المحترمين في صلاة الفجر فأعجبه شكله ؟؟ لم يقف علي إمكانياته ... وأنه فعلاً القوي الأمين .. إلا أنه رآه تقياً ورعاً .. فكان الاختيار ... إنها ساعة الحظ التي لاتعوض ؟؟؟ ليس هناك مجال للطعن في شخصية الرجل .. فربما كان فعلاً عند الله أفضل من كثيرين ... إلا أنه يفتقد أدني مقومات الريادة والقيادة .. والثمرة انه أصيب بالاضطراب والخلل مع اول اختبار حقيقي في الوظيفة ... الموكولة إليه .. المهم أنهم أقيل أو استقال ... ولافرق ؟؟ وتعددت الروايات بعد ذلك فمن قائل أن معالي الوزير طلب منه مايأباه ضميره الحي ؟؟؟ وآخرون قالوا ... أنه وجد نفسه غريباً عن الدار .. وبالتالي أخفق في الوقوف علي دروبها ... فتركها ؟؟؟ وهكذا تدار الأمور في مصر الثورة ... كنا ننتظر من الدكتور مرسي الرئيس المسلم أن يرسخ الاختيار عبر قاعدة .. إن خير من استأجرت القوي الأمين ... واجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم ... إلا أن هذا لم يحدث ... وأسالوا السادة المستشارين الذين تركوه وحيداً فريداً .. وتقدموا باستقالاتهم فرادي وجماعات .. اسألوا الدكتور خالد علم الدين .. كيف تدار الأمور .؟؟؟ الأزمة الاقتصادية خنقت الناس ومن كل الفئات تقريباً ... ومعالي رئيس الجمهورية يتقاضي أكثر من 300 ألف جنيه مصري وهو مايزيد عن دخل الرئيس أوبانا رئيس أكبر دولة في العالم ... وطبعاً كله طبقاً للقانون والدستور .. الرئيس المسلم فاته ماحدث من خليفة المسلمين .. عندما قال لزوجته .. مازاد عن قوتنا فالمسلمون به أولي فقومي لبيت المال رديه ... أوهمونا أن السماء حتماً ستمطر ذهباً .فأمطرت هماً وحزناً وانقساماً وتشرذماً وضعفاً ... بفعل سياساتهم العرجاء البعيدة عن كل الدراسات القديمة والحديثة ... فلم نعد نعرف إلي أي معسكر ننتمي ... هل نحن اشتراكيون .. هل نحن رأسماليون ... هل مايحدث في اقتصادنا هو مايعرف بالاقتصاد الإسلامي ... حتي الصكوك التي صدعونا بها وأوهمونا أن الخلاص فيها لافي غيرها .. كشف زيفها الرجل المحترم الدكتور / مهاتير محمد في زيارته الأخيرة ... ألم يقل أنها فشلت في بلاده .. الم يقل أن الخطورة كلها في بناء الاقتصاد .. أن نعتمد علي الصكوك التي لاثمر لها وعلي القروض التي تثقلنا بفوائدها ... القروض التي حرموها بالأمس . أصبحت حلالاً اليوم .. ربما كان مرجع ذلك حالة الترهل واللخبطة التي نحياها ... الناس يضربون أخماساً في أسداس للعبور من كل الأنفاق المظلمة .. التي كانوا سبباً في وجودها .. ومازالوا يرسخون لنظرياتهم وطموحاتهم .. العيش والحرية والكرامة الإنسانية .. لم تتحقق ولن تتحقق .. مادامت سياسة الانفراد هي السائدة .. وماداموا يرفضون سماع صوت العقل وأهل الخبرة ... وياكل بوعزيري في بلدنا .. مهلاً وصبراً جميلاً ... فإن مع العسر يسراً .. ان مع العسر يسراً ..

الشيخ / سعد الفقي

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق