Home » » إبراهيم غانم يكتب : في البلكونة (ح أترشح لمجلس الشعب!)

إبراهيم غانم يكتب : في البلكونة (ح أترشح لمجلس الشعب!)

رئيس التحرير : Unknown on الأربعاء، 25 سبتمبر 2013 | 7:52 ص


جلست بشرفة منزلي في الصباح الباكر أحتسي القهوة، أشعلت سيجارتي، السكون يملئ المكان إلا من أصوات العصافير التي تغدوا خماصا. حلمت و سبحت بتفكيري أن أتقدم بالترشح لعضوية مجلس الشعب، لكن كيف؟ أنا لا أملك من حطام الدنيا سوى راتبي الذي أتقاضاه لقاء عملي و الذي بالكاد يكفى قليل من احتياجاتنا أنا و زوجتي. ليس لدى المقومات المتعارف عليها بين العامة و الخاصة في مجتمعنا المصري التي تؤهلني للوصول لمقعد البرلمان. اسمي غير مقترناً أو مسبوقاً بلقب الأستاذ الدكتور أو صاحب المقام الرفيع أو أنني من علية القوم و رجال الأعمال. لا أملك المال اللازم للدعاية الانتخابية و مستلزماتها و خلافه. لا يوجد لدي الاتصالات أو الصداقات بالمجتمع سوى المحيطين بي في بيئة العمل و السكن فكلهم مثلي. فرغت من احتساء القهوة و قمت للذهاب إلى عملي وما أن وصلت سألت أول زميل لي قابلني مستطلعاً رأيه فيما فكرت فيه. جاء الرد منه: "إنت مين عشان ترشح نفسك و أيه البرنامج بتاعك"؟؟؟؟!!!! رددت عليه قائلاً: "و اللي قبلي كان ليهم برامج زي الفل... عملوا لك أيه؟" تركني و أنصرف!!!! سألت آخر فضحك و سخر مني كأنني ألقيت على مسامعه نكتة!!!! كسابقه تركني و أنصرف!!!! سكت عن الكلام. صباح اليوم التالي تكرر ما حدث بالأمس... جلست أحتسي القهوة، أشعلت سيجارتي، سبحت بتفكيري لدرجة الاستغراق فيه.... لماذا لم أكن مرشحاً للمجلس الموقر... ليس لدي برنامج، لكن لدي هموم و أعباء تثقلني هماً فوق همي شأني في هذا شأن السواد الأعظم من العامة أنا لا أستطيع أن أعطي كل من يصوت لصالحي مائة جنيهاً أو أقراص الفياجرا أو الهواتف المحمولة!!!!! أنا لا أستطيع أنا أقيم الولائم و المآدب و أجعلهم يغوصون في اللحم و الفتة. لكنني أستطيع إذا قدر لي النجاح و حصلت على مقعد البرلمان أن أظل بمكاني و أن أذهب للمقهى أجلس بين الناس. أن أذهب يوم بعد يوم لبلدة تقع بنطاق دائرتي المنتخب عنها لأرى بعين رأسي هموم الناس دون انتظار أن يأتيني منهم شكوى أو التماس أو مظلمة. أتقدم باستجواباتي و طلبات الإحاطة، أن أطلب مراجعة دقيقة و شاملة للقوانين المنظمة لحياتنا في كافة النواحي (التعليم ـ الزراعة ـ الصحة ـ الخدمات ـ الإسكان ـ الضرائب ـ العمل ـ الـ.....). أطالب بتنقية و تنقيح تلك القوانين و تفعيلها على الكل دون استثناء و أن أراقب هذا بجدية شديدة. أعمل على وضع الآليات اللازمة لتنفيذ تلك القوانين بصورة تلقائية و ساعتها لن تكون لدينا حاجة في أن يتسول المواطن حقه الطبيعي في الحياة الكريمة مني أو من هذا أو ذاك. أراقب أداء الحكومة و الجهات التنفيذية للتحقق من ضبط أدائها و ضمان أنه يصب في صالح قومي الذين فوضوني عنهم في القيام بذلك.... نعم لماذا لم أكن أنا عضو البرلمان عن دائرتي؟! هل سيشعر بآلامي و آلام أهلي و عشيرتي من هو خارج نطاق دائرتي؟! هل سيشعر بنا من يتقاضى أكثر من راتب لقاء أكثر من وظيفة كلها وظائف عليا؟! هل سيشعر بنا من لا يتعامل مع (الجزار ـ البقال ـ المواصلات العامة ـ...). هل الأستاذ الدكتور أو أي فئة أخرى يشعر بمن يخصم له حافز الأداء؟ أو أن شيكارة الكيماوي كم بلغ ثمنها و تأثيره على مخرجات الإنتاج الزراعي.... من يا سادة يشعر بنا؟؟؟!!!! خبروني. أثناء استغراقي بالتفكير في تلك الهواجس وجدت زوجتي أمامي و سألت: "إنت مش رايح الشغل النهاردة؟".. تبسمت لها، و ببراءة طفل سألتها: "إيه رأيك لو رشحت نفسي لعضوية مجلس الشعب؟" نظرت إلي شذراً و قالت لي: "أبقى اتغطى بلليل كويس عشان ما ترشحش"!!!!!!!

إبراهيم غانم
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق