حاولت جاهدة الكتابة وكلما أقدمت عليها هربت منى الكلمات ، لذا لا أقوى على التعبير ، فكل ما نحن فيه يعطينى إشارة على اننا شعب متخلف ، ليس لدينا عقل نفكر به ، كل ما نملك فى رأسنا عبارة عن قطغة حديد غطاؤها الصدأ ، لن أعول على غيرنا لكننا عبثنا بأقدارنا وتكاسلنا ، لن أتحدث عن القيم الضائعه ، والاعراف المندثرة ، تحت وطأة الأطماع الشخصية بمختلف أنواعها .
اسفت وحزنت لما نحن فيه وما تحولنا إليه ، عندما أنظر إلى العالم حولنا يتقدم ويبدع ، ويصل الى مسافات تفصلنا عنه كأنها سنوات ضوئية ، لكننا نتراجع فى نفس الوقت إلى الخلف بأضعافها ، فنحن لا نستحق ان نكون أدميين لآننا لم نرتقى بما لدينا من نعم ، تضم المواهب والقدرات والكنوز الطبيعية وتأكد لى ذلك عندما رأيتنا نتنازع على كراسى وسلطة زائلة ، وننسى أننا خلقنا لمهمة اسمى من الصراع ، فالبقاء لن يكون لقوى البنيان ولكنه لمن يملك عقلا .
لمن تكون الغلبة ونحن بلا عقول ، لمن تكون الهوية ونحن فاقدى الأهلية ،من يتصارعون لا يملكون الحل ولا يوجد من يحمل فى يده خطة الإنقاذ ، اجدنى أمام بيت التيه يملأه غربان وخفافيش . تمتص ما يقابلها ،
حسبنا من حياتنا ما عانيناه وما إقترفناه من أخطاء ، وليكن منا الرشيد ، نعطيه الفرصة بعيدا عن اطماعنا ، ولنغسل صدأ عقولنا ونحاول ولو لمرة واحدة فى حياتنا أن نصرف أنفسنا إلى مسار صحيح ، نصبح فيه بشرا أصحاب رسالة خلقنا من أجلها وهى الإعمار للكون وليس لخرابه وتدميرة ، اشك فى أننى أستطيع التعبير عن ما يؤلمنى .
نادية النادى

إرسال تعليق