بقلم: فاروق جويدة
هناك إجراءات للوقاية من الحرائق وأخرى لمواجهة الحرائق.. ولا ينبغي ان ننتظر حتى تشتعل النيران وتأكل كل شيء وبعد ذلك نتحدث عن الخسائر لأن الأولى بنا ان نتجنب الحرائق من البداية.
وما يحدث في جامعات مصر الآن كان في حاجة الى إجراءات وقائية قبل ان يشتعل الحريق.. كان ينبغي رصد تحركات الإخوان المسلمين بين طلبة الجامعات ووضع تصور كامل عن احتمالات الموقف مع ردود الأفعال.. وكان ينبغي ان يكون الأمن قريبا جدا من الأحداث داخل أسوار الجامعة بل انه كان من الضروري ان تدخل قوات الأمن الحرم الجامعي حرصا على أرواح الطلاب وممتلكات الشعب وهي بمئات الملايين في المدرجات والمعامل.. لو كانت قوات الأمن داخل جامعة الأزهر من البداية ما تعرضت إدارة الجامعة لكل هذا التخريب.. هناك فرق في التعامل مع الطلاب المتظاهرين السلميين والطلاب المجرمين المخربين.. الفرق كبير جدا بين طالب يهتف ويعبر عن رأي وطالب آخر اقتحم المعامل والمدرجات واعتدى على اساتذته واحرق أجهزة التكييف والأدوات المكتبية وحاصر الموظفين في مكاتبهم.. ان هذا السلوك الإجرامي له رد واحد وهو الشرطة والنيابة والقضاء وهذا يتطلب وجود قوات الشرطة داخل الحرم الجامعي لحماية منشآت الدولة.. حين تصبح مؤسسات الدولة بلا حراسة ولا امن من السهل ان يقتحم الإخوان هذه المؤسسات.. اما ان نترك الجامعات خالية لهم تحت دعوى سيادة القانون والحريات والمظاهرات وحق الاعتراض فهذه شعارات تصلح مع من يعترضون بالهتاف والفكر اما الذين يحطمون المنشآت ويحرقون المباني ويطاردون الموظفين فهؤلاء مكانهم العدالة والقضاء.. والأغرب من ذلك هو حشود الطالبات وسط الطلاب داخل جامعة الأزهر رغم ان هناك كليات خاصة للبنات وأخرى للطلاب وتمنع الاختلاط فكيف نفسر هذه الصورة الغريبة والطالبات يحملن تلال الحجارة ويشاركن في تكسير وتحطيم المنشآت ان القضية تحتاج إلى قدر كبير من الحسم وهذا يعني اتخاذ أساليب الوقاية قبل اشتعال الحريق بأن تدخل قوات الأمن وتمنع الخروج على السلمية لأن ما نراه الآن ليس مظاهرات سلمية وليس اعتراضات طلابية وليس غضبة شبابية ولكنه أفعال إجرامية تتوافر فيها كل أركان الجرائم أعيدوا الشرطة إلى الجامعات.
الأهرام
إرسال تعليق