"ما الفقر؟؟
ليس الفقر هو الجوع إلى المأكل أو العرى إلى الكسوة
الفقر هو القهر
الفقر هو استخدام الفقر لإذلال الروح
الفقر هو استغلال الفقر لقتل الحب وزرع البغضاء
الفقر يقول - لأهل الثروة - أكره جمع الفقراء
فهمُ يتمنون زوال النعمة عنك
ويقول لأهل الفقر إن جعت فكل لحم أخيك.."
هذه ليست كلمات كتبها أحد الشعراء عشية ثورة يناير، لكنها مقطع من مسرحية "مآساة الحلاج" للشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، الصادرة عام 1966م، وبرغم أنها تدور حول شخصية الحلاج، إلا أن لها أبعادًا سياسية، فهى تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة، وكأنه فيها يرصد حال المجتمع وما سيؤول إليه وضع الشعب المصرى، الذى يحاول البعض استغلال فقره لقتل الحب والرحمة بداخله، وزرع البغضاء والكره بقلبه، من أجل غرس أفكار معينة بعقله، حتى يخلق من الفقراء أتباعًا لسياسته.
فى مسرحيات "عبد الصبور" الشعرية، لم يهتم وحسب باللغة الشعرية الغنائية، لكنه عالج فيها مشكلات فلسفية واجتماعية، وتطرق فيها للعوالم الداخلية للمجتمع، فتركت آثارًا أثرت فى أجيال متعددة، لما امتلكه "عبد الصبور" من رؤية جمالية خاصة، نهلت من المسرح العالمى فى وعى وبصيرة، مع ثقافة ثرية، ومعرفة واسعة بالتاريخ الإسلامى العربى التى أتاحت له اقتباس مواقف الدراما الثورية.
وقد وظف صلاح عبد الصبور هذا النمط الشعرى الجديد فى المسرح، فأعاد الروح وبقوة للمسرح الشعرى، بعد أمير الشعراء أحمد شوقى، إذ حققت المسرحية الشعرية درجة عالية من النضوج على يده، فصاحب الموهبة الشعرية الفذة التى أنتجت أعمالاً مسرحية، قد أجمع النقاد على روعتها واعتبارها علامة بارزة ومبدعة فى تاريخ المسرحية الشعرية، بل المسرحية العربية بمختلف مصادرها.
كتب عبد الصبور خمس مسرحيات شعرية هم "الأميرة تنتظر، مأساة الحلاج، بعد أن يموت الملك، مسافر ليل، وليلى والمجنون"، ولعل أهم مسرحيتين لديه هما "مأساة الحلاج" والتى تناول فيها شخصية المنصور بن حسين الحلاج المتصوف الذى عاش فى منتصف القرن الثالث للهجرة، وتعد هذه المسرحية حتى الآن أروع مسرحية شعرية عرفها العالم العربى.
والمسرحية لها أبعاد سياسية إذ تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة، كما تطرقت لمحنة العقل، وأهم ما ميز هذه المسرحية هى نبوءتها بهزيمة 67 إذ مثلت صوتًا خارجًا عن السرب فى مرحلة كان فيها الأدب العربى يعيش أحلامه القومية مع المد الناصرى.
أما المسرحية الثانية هى "ليلى والمجنون"، والتى تدور أحداثها فى إحدى الصحف الثورية، التى كانت تصدر فى القاهرة قبل ثورة عام 1952م، ونلمس فى شخصياتها القلق الإيجابى الذى ينطبع على سلوكهم.
وقد وصلت أعماله المسرحية إلى مرحلة المسرحية الشعرية الدرامية التى يختلط فيها الشعر بالدراما، وتندمج فيها غنائية الشعر وصوره بالبنية الدرامية للشخصيات، والمواقف بما يخرج بناءً مسرحياً منسجماً.
وقد حازت أعماله والمسرحية قدرًا كبيرًا من اهتمام الباحثين والدارسين، ولم تخل أى دراسة نقدية تناولت المسرح الشعرى من دون الإشارة إلى مسرحياته، نذكر منها على سبيل المثال، شهادة الدكتوراه التى حصل عليها الفنان خليل مرسى عن مسرح عبد الصبور، وقد حملت مسرحياته الشعرية سمات الحزن والسأم والألم وقراءة الذكرى، واستلهام الموروث الصوفى، واستخدام بعض الشخصيات التاريخية، وكان التعبير الفنى فى مسرحياته عن حادثة من حوادث الحياة البشرية بإحياء مشهده وما يجرى فيه من عمل. صلاح عبد الصبور أحد هؤلاء العظام الذين يرحلوا دون رحيل، إذ تبقى أعمالهم تخلد ذكراهم.
ليس الفقر هو الجوع إلى المأكل أو العرى إلى الكسوة
الفقر هو القهر
الفقر هو استخدام الفقر لإذلال الروح
الفقر هو استغلال الفقر لقتل الحب وزرع البغضاء
الفقر يقول - لأهل الثروة - أكره جمع الفقراء
فهمُ يتمنون زوال النعمة عنك
ويقول لأهل الفقر إن جعت فكل لحم أخيك.."
هذه ليست كلمات كتبها أحد الشعراء عشية ثورة يناير، لكنها مقطع من مسرحية "مآساة الحلاج" للشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، الصادرة عام 1966م، وبرغم أنها تدور حول شخصية الحلاج، إلا أن لها أبعادًا سياسية، فهى تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة، وكأنه فيها يرصد حال المجتمع وما سيؤول إليه وضع الشعب المصرى، الذى يحاول البعض استغلال فقره لقتل الحب والرحمة بداخله، وزرع البغضاء والكره بقلبه، من أجل غرس أفكار معينة بعقله، حتى يخلق من الفقراء أتباعًا لسياسته.
فى مسرحيات "عبد الصبور" الشعرية، لم يهتم وحسب باللغة الشعرية الغنائية، لكنه عالج فيها مشكلات فلسفية واجتماعية، وتطرق فيها للعوالم الداخلية للمجتمع، فتركت آثارًا أثرت فى أجيال متعددة، لما امتلكه "عبد الصبور" من رؤية جمالية خاصة، نهلت من المسرح العالمى فى وعى وبصيرة، مع ثقافة ثرية، ومعرفة واسعة بالتاريخ الإسلامى العربى التى أتاحت له اقتباس مواقف الدراما الثورية.
وقد وظف صلاح عبد الصبور هذا النمط الشعرى الجديد فى المسرح، فأعاد الروح وبقوة للمسرح الشعرى، بعد أمير الشعراء أحمد شوقى، إذ حققت المسرحية الشعرية درجة عالية من النضوج على يده، فصاحب الموهبة الشعرية الفذة التى أنتجت أعمالاً مسرحية، قد أجمع النقاد على روعتها واعتبارها علامة بارزة ومبدعة فى تاريخ المسرحية الشعرية، بل المسرحية العربية بمختلف مصادرها.
كتب عبد الصبور خمس مسرحيات شعرية هم "الأميرة تنتظر، مأساة الحلاج، بعد أن يموت الملك، مسافر ليل، وليلى والمجنون"، ولعل أهم مسرحيتين لديه هما "مأساة الحلاج" والتى تناول فيها شخصية المنصور بن حسين الحلاج المتصوف الذى عاش فى منتصف القرن الثالث للهجرة، وتعد هذه المسرحية حتى الآن أروع مسرحية شعرية عرفها العالم العربى.
والمسرحية لها أبعاد سياسية إذ تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة، كما تطرقت لمحنة العقل، وأهم ما ميز هذه المسرحية هى نبوءتها بهزيمة 67 إذ مثلت صوتًا خارجًا عن السرب فى مرحلة كان فيها الأدب العربى يعيش أحلامه القومية مع المد الناصرى.
أما المسرحية الثانية هى "ليلى والمجنون"، والتى تدور أحداثها فى إحدى الصحف الثورية، التى كانت تصدر فى القاهرة قبل ثورة عام 1952م، ونلمس فى شخصياتها القلق الإيجابى الذى ينطبع على سلوكهم.
وقد وصلت أعماله المسرحية إلى مرحلة المسرحية الشعرية الدرامية التى يختلط فيها الشعر بالدراما، وتندمج فيها غنائية الشعر وصوره بالبنية الدرامية للشخصيات، والمواقف بما يخرج بناءً مسرحياً منسجماً.
وقد حازت أعماله والمسرحية قدرًا كبيرًا من اهتمام الباحثين والدارسين، ولم تخل أى دراسة نقدية تناولت المسرح الشعرى من دون الإشارة إلى مسرحياته، نذكر منها على سبيل المثال، شهادة الدكتوراه التى حصل عليها الفنان خليل مرسى عن مسرح عبد الصبور، وقد حملت مسرحياته الشعرية سمات الحزن والسأم والألم وقراءة الذكرى، واستلهام الموروث الصوفى، واستخدام بعض الشخصيات التاريخية، وكان التعبير الفنى فى مسرحياته عن حادثة من حوادث الحياة البشرية بإحياء مشهده وما يجرى فيه من عمل. صلاح عبد الصبور أحد هؤلاء العظام الذين يرحلوا دون رحيل، إذ تبقى أعمالهم تخلد ذكراهم.
إرسال تعليق