لا حديث الآن في إحدى قرى محافظة الدقهلية سوى قصة المحامي العفريت الذي دخل عليهم في وقت متأخر من الليل وهو منزوع الملابس باستثناء ملابسه الداخلية البداية.عندما وقف المحامي سعد لأول مرة أمام محكمة جنايات القاهرة وهو يدافع عن متهم في قضية سرقة وظل يترافع لبعض الوقت عن موكله وبعدها قضت المحكمة ببراءة المتهم .هنا صرخ المحامي من شدة الفرحة ففي أول قضية يترافع فيها يحصل موكله على البراءة وهنا ربت أستاذه الذي يعمل المحامي سعد في مكتبه على كتفه، وهنأه ببراءة موكله .
أخذت سعد الفرحة بعيداً وأحلام كثيرة راودته، وقرر أن يعود من مكتب الأستاذ إلى بلدته ليحتفل بنجاحه وها هو الطريق المؤدي لبلدته الماء على يمينه والخضرة عن يساره، ولم ينقصه سوى الوجه الحسن، وتراءت له صورة سحر حبيبة القلب إبنة شيخ البلد "ثقيل الدم"، ابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه المشرق بالنجاح، وراح يغني لمحبوبته أغنية "الحب كله" لكوكب الشرق أم كلثوم . وصال وجال بخاطره، ونسائم الأمان كانت تهفو إلى وجدانه . مشى مختالاً بنفسه، ويداه في جيب البدلة الوحيدة التي يمتلكها. لم يشق عتمة الطريق الطويل سوى صوت أنفاسه، وكلمات الأغنية التي كان يهديها لمحبوبته.
شعر بخطوات تتعقبه، لم يلتفت حتى لا يأخذه أحد من الحلم الجميل. بدأت الخطوات تقترب منه في صمت، فلم يبال ، الطريق ليس ملكه، وأكيد ناس رايحة. وناس جايه عليه طول الليل . ولكن فجأة سكن شيء من الخوف نفسه، وخاصة عندما تباطأت خطواته تباطأت خطوات من يسيرون خلفه لا بد أن في الأمر شيئا.
تلفح بالشجاعة ووقف وفوجئ بثلاثة أشخاص يحيطون به ماذا سيفعل معهم؟ فهو طويل ونحيف جداً، وعظامه معرضة للكسر إذا هبت عليها رياح شديدة، وما الحل أمام ثلاثة رجال؟ صغيرهم يزن أكثر من مائة كيلو ولسان حاله يقول :"جالك الموت يا سعد"، وقف الشاب المحامي وجسده يرتعد، وانحشرت الكلمات في حلقه، وكادت روحه أن تزهق عندما أمسكه الثلاثة من ملابسه وهو يترنح بين أيديهم، وطلبوا منه إخراج ما معه من نقود، وخرجت من فمه ضحكة هيستيرية أصابت الثلاثة بحالة من الجنون، فها هو بين أيديهم ولم يبال بما يفعلونه فيه، ويضحك ولم يدر بخلدهم سبب ضحكاته، وقاموا بتفتيشه ولم يعثروا معه إلا على 10 جنيهات فقط فتشوا عن ساعة يرتديها أو تليفون محمول فلم يجدوا ، استشاطوا غضبا، فتحوا الحقيبة التي كان يمسكها فوجدوها خاوية، إلا من بعض الأوراق كادت الصدمة تفتك بهم .
فهم تعقبوه لمسافة عشرة كيلومترات، ودبروا وخططوا وقسموا المسروقات، وفي النهاية يتبين أنه بحاجة لمن يسرق من أجله إنهالوا عليه ضرباً لتأديبه، وخلعوا عنه ملابسه وحذاءه، وتركوه بملابسه الداخلية الممزقة والشراب واختفوا في لمح البصر، واستمر في سيره حتى شاهد نوراً ينبعث من سيارة تسير خلفه، راح يلوح بيديه، إلا أن قائدها لاذ بالفرار بعدها شاهد أناسا يقومون بشوي الذرة استمر في السير وعندما رآه آخرون صاحوا في أهل القرية " عفريت" خرج من الترعة .
لم يجد أمامه سبيلا سوى الجري بكل ما أوتي من قوة ليصل إلى بلدته قبل أن يزف كالمجنون . وطأت أقدامه أرض قريته وتنفس الصعداء، إلا أن فرحته لم تكتمل . وجد شيخ البلد الذي اقتاده لقسم الشرطة وسط صيحات كل من بالقرية، مسكني من رقبتي وهو طويل وعريض زي الليلة السودة. ولازم تروح مركز الشرطة.
وأمام مأمورمركز الشرطة بمحافظة الدقهلية روى المحامي ما تعرض له من سرقة ملابسه بالإكراه، ورحلة الشقاء التي عاشها خلال ساعات، وحرر محضراً ضد الجناة المجهولين، ومحضراً آخر ضد شيخ البلد الذي لقنه علقة ساخنة، واستشهد بأهل القرية. وتبين للمأمور وجود عدد من البلاغات ضد مجهولين ارتكبوا أعمال سرقة بالإكراه على ذلك الطريق العتمة، وانصرف الشاب من المركز وترك شيخ البلد لإجراء التحقيقات معه. وتم إخطار النيابة لمباشرة التحقيق .
إرسال تعليق