بقلم - محمد الشاعر:
تخوفات كبيرة تنتاب الأوساط المسيحية في مصر مع قرب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية خشية فوز أحد المرشحين المحسوبين على تيارات الإسلام السياسي تخوفاً من إقامة ما يسمى "الدولة الدينية" بما تخلفه من إهدار لحقوق الأقليات الدينية وتهميش دور المسيحيين وا...عتبارهم " أهل ذمة" أو مواطنين من الدرجة الثانية، ما دفع الكنائس المصرية بنصح رعاياها إلى التصويت ضد مرشحي " حركات الإسلام السياسي والتصويت لصالح شخصيات أمثال " عمرو موسى والفريق أحمد شفيق".
وكانت تلك بعضاً من آراء سياسيين وقيادات كنسية في مصر تجاه هذه التخوفات وموقف الكنيسة الرسمي من مرشحي الانتخابات الرئاسية.
الناشط القبطي المقرب من الكنيسة الأرثوذكسية ممدوح رمزي قال : الكنيسة المرقصية تدعم التوجه الليبرالي وتسعى لإقامة دولة مدنية بعيدة عن الدين وتدعم المرشحين الذين يؤمنون بحقوق الآخر حيث تتخوف من فوز المرشحين المحسوبين على التيارات الدينية الإسلامية ولها الحق في ذلك لسعيهم نحو تطبيق الشريعة بأحكامها وحدودها مع أن ذلك لا يعنينا لأن القرآن أقر احتكام غير المسلمين إلى شرائعهم ولم يخصص ذلك في مسائل الأحوال الشخصية فقط ومعنى ذلك أن المسيحيين خارجين عن نطاق تطبيق الشريعة الإسلامية عليهم ولذلك كان دعم الكنيسة وتوجيهاتها إلى رعاياها بأن يتم الاختيار من بين المرشحين الليبراليين بعيداً عن " أبو الفتوح والعوا ومحمد مرسي" .
وأشار إلي أن رأي الكنيسة ينحصر بين أمرين وهو أن يختار المسيحيين من بين المرشحين " عمرو موسى أو الفريق أحمد شفيق" على أن يتم اختيار المرشح الليبرالي أو المدني في انتخابات الإعادة إذا ما تمت بين أحد المشرحين الليبراليين ومرشح " إسلامي" ، مشيرا الي أن الكنيسة ترفض أن تكون تابعة لأحد بمقولة أننا أهل ذمة فالكل في الدستور سواء لا فرق بين مصري وآخر بسبب اللون أو العقيدة .
المتحدث الرسمي باسم الكنيسة البروتستانتية القس إكرام لمعي قال : نحن في الكنيسة نشجع على المشاركة السياسية وضرورة إدلاء رعايا الكنيسة بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لإبطال الميراث القديم في عهد مبارك، وضرورة إحسان الاختيار من بين المرشحين والغالبية العظمى من المسيحيين يتجهون نحو إقرار الدولة المدنية لأن المسيحيين سيكونون أكثر أمنا في الدولة العلمانية بالمعنى الإيجابي أي " حياد الدولة" والتي تطبق المواطنة وتترك الحرية لمواطنيها في اختيار العقيدة وتضمن حقوق الإنسان والمرشح الليبرالي يضمن ذلك، أما إذا وصل أي مرشح إسلامي للحكم فسوف يطبق الشريعة ويكون بذلك قد جنب عدد من المواطنين المصريين لأنهم لا يؤمنون بدين الرئيس ويتحولون إلى مواطنين من الدرجة الثانية ولذلك يتخوف جميع المسيحيين من هذا الاحتمال يشاركهم المثقفون المسلمون الذين لا يؤمنون بتطبيق الشريعة في دولة مدنية لأنهم في هذه الحالة سيعتبرون "مرتدون" ويستتابون .
فيما أكد الكاتب صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة : أنه ليس بالضرورة أن تذهب الأصوات المسيحية لمرشحي الفلول قائلاً: هناك شخصيات قبطية تؤيد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح صاحب التوجهات الإسلامية وكذلك الدكتور محمد سليم العوا وهناك مسيحيون ناصريون ستذهب أصواتهم ل"حمدين صباحي" على سبيل المثال .
وأضاف: المسيحيون في السابق كانوا يفضلون التصويت لمرشحي الحزب الوطني لأنهم يفضلون الانحياز لحزب الأغلبية كنوع من الحماية ، أما الآن وفي ظل الأوضاع الجديدة لا أحد يعلم على سبيل الجزم كيف ستسير الأمور ولكن من المحتمل وبشكل كبير أن توزع الأصوات المسيحية على المرشحين " عمرو موسى والفريق احمد شفيق" .
إرسال تعليق