مسلسل الفاروق عمر المقرر عرضه على قناة mbc” في رمضان المقبل يثير الجدل في الأوساط الدينية، بين مؤيد لإظهار الدور الكبير الذي ساهم به الصحابي الجليل عمر بن الخطاب في بدايات الإسلام، وبين رافض لفكرة تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية.
وفي الجزائر إطار توابع أزمة مسلسل "الفاروق عمر" الذي تناول حياة الصحابي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، أكد إلياس بلعربي، مدير الإنتاج بمؤسسة التلفزيون الوطني، أن التلفزيون سيعرض المسلسل، رغم معارضة الأزهر الشريف عرض العمل التاريخي الذي يعد الأضخم في تاريخ الدراما العربية، بدعوى تجسيده لشخصيات الصحابة رضوان الله عليهم، متحديا بذلك بيان جامع الأزهر الذي يعد المرجعية الدينية لكل السنيين في العالم الإسلامي.
وكالعادة، عندما يُقدم صناع الدراما على تقديم عمل يتناول قصص الأنبياء الكرام أو صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، يثور الجدل الذي يشتبك فيه الفقهاء والجمهور وأهل الفن، في محاولة لتلمّس الحلال من الحرام والوصول لرأي حاسم بخصوص تجسيد سير هؤلاء الكرام، وهي نفس الحالة التي تفجرت مؤخرا على خلفية الإعلان عن الاستعداد لعرض المسلسل العربي الجديد الذي يتناول قصة حياة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عليه مع بداية شهر رمضان.
ومن ناحيته، رفض الأزهر الشريف -أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي- فكرة العمل ككل، وحذر مفتي السعودية القنوات الفضائية من بثه، قائلا إن عرض مثل هذه الأعمال سيؤدى لتقليل هيبة ومكانة الصحابة لدى المشاهدين.
لكن هناك من أيد عرض المسلسل، مثل الكاتب الكبير يسرى الجندى الذي حذّر من "زيادة التعسف" ضد هذه الأعمال الدينية، وأكد وجود حرب شرسة هدفها تشويه صورة الإسلام بشكل عام، برعاية التيارات المتطرفة.
وتابع الجندي قائلا إن المصادرة والمنع الصريح أمر مرفوض نهائيا من حيث المبدأ، وطالب جميع الجهات والمؤسسات الدينية والرقابية بمشاهدة تلك الأعمال قبل البت فيها والحكم عليها، موضحا أننا فى حاجة لصناعة أعمال تظهر صورة الإسلام المستنير وحضارته العريقة.
وتابع: "قبل نصف قرن كنا نصنع أعمالا دينية رائعة مثل فجر الإسلام، وبلال بن رباح وغيرهما، واستطاعت أن تظهر الوجه الحقيقى للإسلام الوسطى المستنير الذى أسس حضارات الأندلس وغيرها من الحضارات، ولم يكن هناك من يزايد على هذه المواد السينمائية باسم الدين".
وأيده الكاتب الكبير بشير الديك في الرفض الكامل لمنع عرض عمل يتناول سيرة الصحابة، معتبرا تلك الأعمال تراثا حضاريا إسلاميا لابد من التعرض له ومناقشته، وقال الديك إن سيدنا عمر ليس نبيا ولا رسولا وإنما رجل من رجال الإسلام الذين تحلوا بالعدل والحق والشجاعة، وأرسى تلك القيم داخل المجتمع، وإظهار عظائم هؤلاء الشخصيات شيء طيب.
أما الكاتب الكبير وحيد حامد فقال إن المشكلة الأساسية تكمن فى "تجسيد" الأنبياء والصحابة، لكوننا لم نشاهد تلك الشخصيات على حقيقتها، حيث يتخيلهم كل إنسان بشكل معين فى ذهنه، لافتا إلى أن الأداء التمثيلى للصحابة والأنبياء يخلق نوعا من البلبلة.
وانحاز حامد إلى أنه فى مثل هذه الحالات، نلتزم بقرار مؤسسة الأزهر الشريف، وما يصدره فى هذا الشأن، لمكانة تلك الشخصيات وهيبتها.
إرسال تعليق