اظهر تقرير طبي اطلعت وكالة فرانس برس عليه الثلاثاء ان القدرات العقلية للفتاة المسيحية الباكستانية المعتقلة بتهمة الاساءة الى الاسلام، تقل عن عمرها الحقيقي كما انها "أمية"، فيما دافع رئيس مجلس علماء باكستان عنها وطالب بالتعامل مع قضيتها بنزاهة وحيادية.
وتحتجز الفتاة ريمشا منذ 16 اب/اغسطس بموجب قانون يفرض عقوبة شديدة على المتهمين بالاساءة، ما اثار قلق حكومات غربية والفاتيكان واغضب جماعات حقوقية.
واتهمها جيرانها باحراق اوراق تحتوي على ايات من القران. وقيل انها تعاني من متلازمة داون (المنغولية)، الا ان امام الجامع الذي سلمها للشرطة اكد الجمعة انها مدركة لما تقوم به.
وقامت لجنة من الاطباء بفحصها الاثنين لتحديد عمرها الذي تضاربت التقديرات بشانه، بعد ان تم نقلها من السجن الى المستشفى لاجراء فحوص لها لتحديد عمرها.
وجاء في بيان للجنة الطبية استنادا الى عوامل من بينها الطول والبنيى والاسنان، ان عمر ريمشا يبلغ "قرابة 14 عاما"، وقدموا تفاصيل عن قدراتها العقلية.
وقالوا في تقرير من صفحة واحدة "يبدو انها امية وقدراتها العقلية اقل من عمرها الحقيقي".
وفي تطور اخر دافع رئيس مجلس علماء باكستان الثلاثاء عن ريمشا وطالب بالتعامل مع قضيتها بنزاهة وحيادية.
وقال العلامة طاهر اشرفي انه اذا ثبتت براءة الفتاة ريمشا المتهمة باحراق اوراق عليها ايات قرانية، فيجب محاكمة من اتهموها.
واضاف ان المحتجين الذين تظاهروا للمطالبة بمعاقبة الفتاة يتبنون "قانون الغاب".
وقال الطبيب ان نحو 120 رجل شرطة يحرسون المستشفى.
ودعا اشرفي الحكومة الى التحرك لحماية المسيحيين في ضاحية مهراباد الفقيرة في اسلام اباد حيث تعيش ريمشا، ودعا العائلات المسيحية التي فرت من الضاحية خشية اعمال انتقامية ضدهم، الى العودة الى منازلهم.
وصرح اشرفي لفرانس برس "من غير الانساني ان يتعرض للمضايقة من ليس لهم علاقة بالقضية او ليسوا طرفا فيها". واضاف "ان توجه 500 شخص الى مركز للشرطة وتقديم شكوى عنوة هو تطبيق لقانون الغاب".
وتعاقب القوانين الباكستانية المدانين باهانة الاسلام والنبي محمد بالموت، وتحكم بالسجن المؤبد على المدانين باهانة المصحف. وتقول جماعات حقوقية ان هذه القوانين غالبا ما تستغل لاعمال ثار شخصية.
وقال اشرفي ان هذه القضية يجب ان تكون نقطة تحول في قوانين باكستان الخاصة بالاساءة الى الدين.
واضاف "نطالب بتحقيق محايد ودقيق في هذه القضية. يجب اتخاذ عمل حاسم ضد جميع من اتهموا هذه الفتاة في حال ثبوت براءتها".
وقال "يجب على الحكومة ان تجعل من هذه القضية عبرة لاي شخص يجرؤ على استغلال قانون الاساءة الى الدين في المستقبل".
وقال طاهر نافيد محامي ريمشا انه تقدم بطلب للنظر في قضيتها بموجب قانون الاحداث.
وفي جلسة قصيرة في القضية الثلاثاء، اجل القاضي راجا جواد حسن القضية حتى الخميس بعد ان تقدم محامو الدفاع بطلب الافراج عنها بكفالة.
إرسال تعليق