ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الاثنين أن ما يفعله نظام الرئيس السوري بشار الأسد حاليا من إشعال للنزاعات في لبنان والدول الأخرى يشير إلى الثمن الباهظ الذي يجب أن تدفعه تلك الدول حال مساعدتها في الإطاحة بنظام حكمه.
وأشارت الصحيفة في سياق تعليقها الذي أوردته على موقعها الإلكتروني إلى أن اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وسام الحسن، أثار المخاوف من أن يحاول النظام السوري تدويل الحرب الأهلية كوسيلة من وسائل الحفاظ على بقائه في السلطة.
ونوهت الصحيفة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يهدد دول الجوار بأن تدفع ثمنا باهظا عن طريق توسيع نطاق الصراع في المنطقة وهو ما حذر منه مبعوث الأمم المتحدة في سوريا الأخضر الإبراهيمي حال قيام أي من دول الجوار بخطوات عنيفة غير مدروسة مسبقا تجاه سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الثمن الذي من المحتمل أن تدفعه لبنان حال ساعدت في الإطاحة بنظام حكم الأسد، أصبح واضحا أمام الجميع بعد حادثة الاغتيال التي وقعت في العاصمة بيروت نهاية الأسبوع الماضي، حيث خرج المسلمون السنة والطوائف المسيحية المعارضة للنظام السوري العلوي إلى الشوارع في احتجاجات عنيفة ضد حكومة لبنان الداعمة للنظام السوري، فضلا عن اتهام حزب الله اللبناني الذي تدعمه إيران بمقتل الحسن.
وانتقلت الصحيفة للحديث عما أحدثه النظام السوري فعليا داخل تركيا فيما يتعلق بالثمن الباهظ الذي ربما تدفعه أنقرة في حال ساعدت على الإطاحة بنظامه، وهو الشيء الذي لطالما طالب به القادة الأتراك بإصرار شديد منذ انهيار العلاقات الثنائية بين بلادهم وسوريا، مشيرة إلى سلسلة من الأحداث على طول الحدود بين البلدين التي بلغت ذروتها الشهر الحالي من تبادل لإطلاق القذائف المدفعية بين الجانبين بعد أن قامت وحدات من الجيش السوري بإطلاق قذائف على إحدى البلدات داخل تركيا، مخلفة خمس ضحايا.
ولفتت الصحيفة إلى أن المسئولين الأتراك يتهمون بشار الأسد أيضا بزيادة نزوح اللاجئين السوريين داخل أراضي بلادهم بالإضافة إلى لبنان والأردن وهو الأمر الذي يعتبر طريقة غير مباشرة في الضغط على تلك الدول داخليا، مشيرة إلى مخاوف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من حدوث كارثة إنسانية في الشتاء المقبل إذا استمر الوضع دون تغيير ومطالبته برد دولي، حيث يوجد داخل الأراضي التركية 150 ألف نازح سوري.
وانتقلت الصحيفة في سياق تعليقها للحديث عن دول الخليج العربي ولا سيما المملكة العربية السعودية والتي تقوم بتسليح الثوار السوريين في الوقت الذي تدعي فيه دمشق أن الأسلحة تذهب إلى يد الجماعات السلفية المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأشارت الصحيفة إلى وقوف الحليفتين روسيا وإيران خلف نظام الأسد، إلا أن الأخيرة تتوق كعادتها من خلال دعمها لنظام الأسد إلى التصدي للممالك السنية في الخليج العربي وحلفائهم أصدقاء أمريكا، لافتة إلى تخوفها من نجاح الربيع العربي في سوريا الشيء الذي من الممكن أن يطيح بنظام الحكم الاستبدادي لها، فإذا سقط نظام الأسد، سيتبعه جميع قادة إيران.
واختتمت الصحيفة تعليقها بالإشارة إلى أنه عن طريق قيام بشار الأسد بزيادة المخاطر داخل الدول المعنية بالإطاحة بنظامه، يمكنه الاحتفاظ بالسلطة أو أن يجر الجميع معه إلى المصير نفسه.
إرسال تعليق