Home » » اعمال العنف تدفن الهدنة في سوريا والابراهيمي ينوي تقديم "افكار جديدة"

اعمال العنف تدفن الهدنة في سوريا والابراهيمي ينوي تقديم "افكار جديدة"

رئيس التحرير : Unknown on الأحد، 28 أكتوبر 2012 | 10:45 م

دفنت اعمال العنف التي شهدتها سوريا الاحد "الهدنة" التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها خلال عطلة عيد الاضحى، اذ شهد ثالث ايام العيد غارات جوية وقصفا وهجمات متبادلة اوقعت 100 قتيل على الاقل، بينما يعتزم المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي تقديم "افكار جديدة" لمجلس الامن.

(ا ف ب) - دفنت اعمال العنف التي شهدتها سوريا الاحد "الهدنة" التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها خلال عطلة عيد الاضحى، اذ شهد ثالث ايام العيد غارات جوية وقصفا وهجمات متبادلة اوقعت 100 قتيل على الاقل، بينما يعتزم المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي تقديم "افكار جديدة" لمجلس الامن.

ومنذ اعلان الهدنة في عيد الاضحى الجمعة قتل اكثر من 350 شخصا في القصف والمعارك بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ما يبدد اي امل بالتوصل الى وقف للمعارك بعد اكثر من 19 شهرا من الانتفاضة التي تحولت الى نزاع مسلح في سوريا.

وبعدما سقط 146 قتيلا الجمعة و114 قتيلا السبت، سجل حتى مساء الاحد مقتل 100 شخص على الاقل هم 36 مدنيا، بينهم 22 امرأة وطفلا، و29 مقاتلا معارضا و35 جنديا نظاميا، بحسب حصيلة غير نهائية للمرصد.

ويتوجه الابراهيمي هذا الاسبوع الى الصين وروسيا مرة جديدة لاقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الامن الدولي بشأن الازمة السورية.

وسيعود الابراهيمي في تشرين الثاني/نوفمبر الى مجلس الامن الدولي بمقترحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية الى طاولة المفاوضات، كما اكد دبلوماسيون امميون لوكالة فرانس برس.

وقال دبلوماسي رفيع المستوى ان المبعوث الدولي "سيعود حاملا بعض الافكار للتحرك الى مجلس الامن في مطلع الشهر المقبل".

وصرح دبلوماسي اخر ان "العملية السياسية لن تبدأ قبل ان يكون الاسد والمعارضة قد تقاتلا الى حد يقتنعان معه بانه لم يعد هناك من خيار اخر. لكنهما لم يصلا بعد الى (هذه النقطة) الا ان الابراهيمي لديه بعض الافكار".

والهدنة التي كان يفترض البدء بتنفيذها الجمعة لمناسبة حلول عيد الاضحى لم تبصر النور وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بتحمل المسؤولية عن ذلك.

وعلى غرار ما حصل بالنسبة لمسعى اعلان هدنة اقترحها كوفي انان في نيسان/ابريل الماضي، لم يتطلب الامر وقتا طويلا لرؤية ان سوريا ليست مستعدة لالقاء السلاح في هذا النزاع الذي خلف خلال 19 شهرا اكثر من 35 الف قتيل بحسب المرصد.

ولم تتسرب سوى معلومات قليلة حول الطريقة التي يزمع استخدامها الاخضر الابراهيمي. لكن الامم المتحدة تعد في الكواليس خططا لارسال قوة سلام او مراقبة في حال تنفيذ الهدنة.

ميدانيا، شن الجيش السوري غارات جوية عدة الاحد كان اعنفها في محافظة ادلب (شمال غرب) حيث سقط 18 قتيلا بينهم 13 امرأة وطفلا، بحسب المرصد.

واوضح المرصد ان الغارة التي شنتها طائرة حربية استهدفت بلدة البارة في جبل الزاوية في محافظة ادلب واسفرت عن مقتل 18 شخصا على الاقل بينهم خمسة اطفال وثماني نساء.

وبحسب المرصد، فان البارة هي تحت سيطرة مقاتلي المعارضة منذ منتصف تموز/يوليو.

كذلك شنت القوات النظامية غارات جوية على مناطق بمحيط بلدات عربين وزملكا وحرستا الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة. في حين سيطر المقاتلون على عدة حواجز للجيش السوري في دوما.

وشهدت دمشق وريفها تفجيرين الاحد، اذ "انفجرت سيارة مفخخة بحي برزة بدمشق اسفرت عن اصابة نحو 15 مواطنا بجراح طفيفة وتضرر بعض المباني"، كما "هز انفجار منطقة السبينة بريف دمشق في منطقة الجمعيات حيث افاد ناشطون عن انفجار سيارة مفخخة ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن حجم الخسائر"، بحسب المرصد.

ولم يكن الوضع افضل في مناطق اخرى من البلاد حيث دارت اشتباكات في احياء من حلب وفي في محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان التابع لمحافظة ادلب (شمال غرب) بين القوات النظامية ومقاتلين ينتمون الى تيارات اسلامية، حسبما اشار المرصد في بيانات متتالية منذ صباح اليوم.

من جهته اتهم الجيش السوري الاحد "المجموعات الارهابية المسلحة" بمواصلة خرق هدنة عيد الاضحى التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها طيلة عطلة العيد، متوعدا ب"الضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها".

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان ان "المجموعات الإرهابية المسلحة تواصل خرقها الفاضح لوقف العمليات العسكرية في عدد من المحافظات (..) مما يحتم استمرار التصدي لتلك المجموعات الإرهابية المسلحة وملاحقة فلولها والضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها".

واضافت في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا) وفصلت فيه هذه "الخروقات" ان "تمادي المجموعات الإرهابية المسلحة في انتهاكاتها الصارخة لإعلان وقف العمليات العسكرية ما هو إلا دليل قاطع على إرتهانها للمشروع الرامي إلى تفتيت سوريا وتدميرها".

ومن "الخروقات" التي احصتها القيادة عمليات "إطلاق نار على حواجز حفظ النظام" وتفجير عبوات ناسفة وعمليات قصف وهجمات باسلحة رشاشة وصاروخية وتفجير خط لنقل النفط في شرق البلاد.

وبحسب سانا، فان "القوات المسلحة احبطت الاحد محاولة تفجير سيارة مفخخة في خان العسل بريف حلب، وقد فككت وحدات الهندسة السيارة وقدرت وزن المتفجرات بنحو الف كلغ".

واكدت سانا ان القوات المسلحة "تصدت" للخروقات وتعاملت مع المهاجمين و"قضت على عدد من الإرهابيين".

وقامت دمشق بتوثيق "خروقات" التنظيمات المعارضة المسلحة برسالة وجهتها الى مجلس الامن مؤكدة التزامها بايقاف العمليات العسكرية، بحسب ما افاد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية وكالة فرانس برس.

وذكر المتحدث جهاد مقدسي في بريد الكتروني لفرانس برس ان "الحكومة السورية ملتزمة تماما بايقاف العمليات العسكرية وفقا لبيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة".

واضاف "لكن الخروقات التي حصلت كانت ناتجة عن اعتداءات نفذت معظمها التنظيمات التي رفضت اصلا الهدنة بموجب بيانات رسمية صادرة عنها"، موضحا ان بلاده وثقت "الخروقات برسائل لمجلس الأمن الدولي".

من جهة اخرى نفت جبهة النصرة الاسلامية التي سبق واعلنت مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات الانتحارية الدموية في سوريا ورفضها للهدنة خلال عطلة عيد الاضحى، الاحد مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في دمشق في اول ايام العيد الجمعة واسفر عن مقتل 5 اشخاص، متهمة النظام بالوقوف وراءه.

وفي حلب اطلق سراح اكثر من 120 مواطنا كرديا الاحد احتجزوا اثر معارك جرت بين ميليشيات كردية ومعارضين مسلحين في هذه المدينة الواقعة في شمال سوريا، ادت الجمعة الى مقتل ثلاثين شخصا واسر 200 اخرين.

وذكر المرصد في بيان انه تم الافراج اليوم عن اكثر 120 مواطنا كرديا كانوا قد احتجزوا يوم امس الاول (الجمعة) قرب بلدة حيان "من قبل مقاتلين معارضين عرب" بعد الاشتباكات التي دارت في اطراف حي الاشرفية.

حقوقيا، اعربت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه "عن قلقها العميق ازاء المعلومات التي تفيد بوفاة الناشطة الاعلامية السورية فاطمة خالد سعد (22 عاما) في احد الفروع الامنية التابعة لادارة المخابرات العامة في مدينة دمشق نتيجة تعرضها لتعذيب وحشي ممنهج".

لكن قريبة للناشطة نفت في اتصال مع فرانس برس نبأ وفاة قريبتها، مؤكدة انها لا تزال حية وقيد الاعتقال.

من جهة اخرى، اكدت الرابطة في بيانها "ارتفاع أعداد الضحايا الذين قضوا تحت التعذيب في أقبية النظام السوري والذين تجاوزوا 1125 ضحية موثقة حتى الآن".

نشرت منظمة انسانية تركية غير حكومية صورة صحافي تركي معتقل منذ آب/اغسطس في سوريا لدى قوات الرئيس السوري بشار الاسد.

واختفى المصور التركي جنيد اونال وزميله بشار فهمي اللذان كانا يعملان لحساب قناة الحرة التفزيونية الاميركية، في العشرين من اب/اغسطس في مدينة حلب، شمال سوريا.

وقالت المنظمة على موقعها الالكتروني ان وفدا من مؤسسة المساعدات الانسانية (آي اتش اتش) حصل على الصورة التي التقطت في 24 تشرين الاول/اكتوبر، اثناء رحلة الى دمشق حيث زارت مجموعة من المعتقلين في سجن بينهم ايضا نساء واطفال.

وفي بغداد امرت السلطات العراقية للمرة الثانية طائرة شحن ايرانية كانت تقوم برحلة بين دمشق وطهران بالهبوط لتفتيشها في مطار بغداد قبل ان تسمح لها باكمال رحلتها، بحسب ما افاد مسؤول عراقي الاحد.
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق