ايمن باتع فهمي يكتب
الفرس سيظل حرا
لم يكن عم نجيب محفوظ يعيش احلام فترة النقاهة عندما رأي ان اشرف الخمايسي مبدع حقيقي قادم كأعصار.....كانت اخبار الادب تمثل لجيلنا ما مثلته الرساله لجيل عم نجيب....في صدر العدد الاول من اخبار الادب بشرتنا الصحيفه بميلاد مبدع جديد بل لا اكون مبالغا اذا قلت ميلاد جيل جديد...انظر قصة الارض الرؤوم لاشرف الخمايسي....هذا الجيل المختلف في زوايا الرؤيا والبناء الفني عن كل الاجيال التي سبقته فهم لم يعلنوا شعارات تتحدث عن انهم بلا اساتذه... ولكنك لو نظرت الي حالة التنوع الت
ي تصر علي تغيير اجرومية الكتابه ستدرك انك امام كتابة مغايره... وظهر ذلك جليا في المسابقه الاولي التي اجرتها اخبار الادب للقصه....الاعمال الفائزه واهمها عجلات العربه الكارو الاربع لأشرف الخمايسي ابهرت مفكرا وناقدا كبيرا مثل محمود امين العالم عندما رأي في عجلات العربه الكارو الاربع..عملا ابداعيا يؤسطر الواقع علي حد تعبير العالم.... انك تستطيع ان تحس بالمذاق المغاير للكتابه عندما تقرأ الجبريليه لأشرف الخمايسي اوحديث خاص للجده لاحمد ابوخنيجر..او حدث سرا لامينه زيدان او مفردات ما بعد الاقامه لطارق امام او اوار البنفسج لمحمد شكري او احيانا لا اكون ميتا لأشرف حسن او احلام محرمه لمحمود حامد وغيرها من الاعمال الرائعه التي غيبتها ذاكرة العبدلله التي ادمنت النسيان وفي وسط هذا الحشد من التنوع الابداعي المبهر انطلق اشرف الخمايسي مغردا خارج السرب فظهرت روايته الاولي الصنم لتذكر من راهن علي نضوب القريحة بان الزيت الابداعي مستمد من اوار لاينضب معينه.... كان الشعار الذي رفعه عمنا يوسف ادريس رحمه الله يتلخص في كلمة واحده أكتب لأغير... ومواقف المبدع وابداعه كل لايتجزأ عند اشرف الخمايسي فهو يري ان الكاتب الحقيقي لايمكن ان يتحول الي دودة قز تنسج الحرير لنخبة تتباهي به وعندما يكون له موقف تنسي النخبه الحرير وتتذكر الدوده....من هذا المنطلق توقف اشرف الخمايسي عن الكتابة وانقطع عن الوسط الادبي تماما عقب اندلاع الانتفاضة الثانية واستشهاد الطفل محمد الدره ربما نفس الموقف اخذته الشاعره الرائعه وفاء المصري...لكن اشرف لم يستطع ان يتأقلم مع وسط قائم علي التدجين والخضوع لثقافة القطيع داخل حظيرة المهرجانات والمؤتمرات والأكليشهات الكاذبه....عاد اشرف الخمايسي مع ثورة الشعب علي كل هذا العفن...عاد حاملا مواقفه وابداعه الذي ينحته من الصخر ويغرفه من البحر في ان واحد...عاد بمجموعته الرائعه الفرس ليس حرا...ومازالت الثورة مستمره ومازال نهر الابداع يفيض علينا..............
إرسال تعليق