Home » » ضبط الضمير !

ضبط الضمير !

رئيس التحرير : Unknown on الخميس، 28 فبراير 2013 | 7:32 ص



بقلم - نادية النادى : 

الحق يقال من الضمير الحى ، الغير قابل للتجزئة ، حتى يكون لدينا هذا الضمير بالكفاءة المطلوبة ،فلابد أن نربى الإنسان على فطرة الله التى فطرنا عليها ، والحفاظ عليها يحتاج إلى منظومة تعليمية متكاملة ، تبدأ من الأسرة والمدرسة تتدرج إلى الجامعه ، مع حرص المجتمع الكامل على التمسك بقيمه الدينية وأعرافه التى تصحح المسار .

لكن ما يحدث من موت للقدوة أمام الصغير وأولها البيت ، الكارثة عندما يقوم الأباء بالكذب أمام أبناءهم ، وتنتفى القدوة عندما يفعلوا الخطأ أمامهم ، و يتربى أبناءهم على التهرب من المسؤلية وعدم المواجهه ، يذهب الطفل إلى المدرسة ويجد هناك أنماط أخرى ، من التربية ويختلط عليه الروئة من قدوتة، فى ظل غياب نظام تربوى سليم ، إنتفت منه القدوة أيضا ، فقد المدرس هيبته ولم يعد يحاسب المخطئ وتغلبت المصالح الخاصة وتكتمل منظومة المجاملات للبعض على حساب الآخرين ، فى درجاتهم هنا يجد الطفل نفسه أمام نمازج مختلفة من السلوك ، ويحاول إستخدام الكذب والخداع حتى يهرب من المحاسبة على أخطائه.

هنا يتحول ضمير الفطرة إلى حالة من التغييب ، فى إطار الركض المستمر وراء تبريرات لأخطاء ، قد يكون مواجهتها وعلاجها سهل جدا ، ويتلاقى المجتمع الخارجى بأصدقاء السوء لتكتمل الصورة المفككة ، ويتحول إلى شيئ أخر بعيد عن الفطرة التى خلق عليها وقد يقع فى صراع معها ، وهو لم يتدرب على طاعة الضمير ومحاسبته .

الأكثر من ذلك عندما يلتحق بالجامعه ويكون الطالب من من تربى على الضمير والمحاسبة والقيم ، يتصارع نفسيا مع ما يحدث من تعاملات تتنافى مع تربيته ودينه ، فقد يكون هذا الطالب مجتهدا ويجد أمامه من يأخذ حقه فى تقديراته حتى يحرم من إستكمال مشواره فى مجال التدريس ، لأن الوظيفة لأبناء العاملين ، أيضا عندما يجد نوعا أخر من أساتذته هؤلاء ممن لايريدون أن يتفوق عليهم تلاميذهم ، ويحجبون المعلومة عنهم ، يحدث هذا فى الكثير من كلياتنا ،ويتخرج الطالب محبطا ، ناقما على مجتمعه يشعر أنه أضاع عمره بلا جدوى .

إن الضمير الضائع من أصحابه يخلق أجيال ضعيفة ، لاتقوى على المواجهه والعمل للحفاظ على مجتمعهم ، والدفاع عن بلدهم ،أيضا يخلق لدينا المرتشى والفاسد والمضلل ، ونعانى من الفساد ونلوم على الشباب ، إننا نحتاج إلى ضمير يولد من جديد ، لنربى أجيال صحيحة غير معتله ، تتعامل بقوة الضمير الذاتى لدفع الخطأ ومحاربة الفساد والفاسدين ، لكن هل ينطبق هنا القول أن فاقد الشئ لا يعطيه ونظل هكذا ؟ أعتقد أننا لابد من الرجوع إلى معرفة ديننا وقيمة الفطرة السليمة ، ونحافظ عليها لأنها من أغلى ما نملكه فهى فطرة الله فينا ، وهى التوحيد والإيمان بالله ، والخوف من غضبه والعمل على رضاه .

إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق