سياسة التخوين والإتهامات المتبادلة ،أصبحت جزء من حياتنا اليومية، تطالعنا الأخبار يوميا بالعديد من البلاغات المقدمة للنائب العام ،الدعاوى المتكررة أصبحت نمط سائد الكل يخون بعضة وإنعدمت الثقة ، وتبادلت وسائل الإعلام المختلفة نشر الجديد من وجهة نظرها ، وفى تتبع مستمر ضمن سباق المعلومات ، لم يقف أحد ليفسر لنا أسباب ما وصلنا إليه من تدهور فى العلاقات .
تلعب القوى السياسية فى حربها الخفية المبنية على الشائعات ، وحرب الأعصاب وتسريب الأخبار غير الصحيحة لجس النبض ، متناسين مصلحة الوطن العليا أمام مصالحهم الخاصة ، البحث عن فضيحة والإهانات ضمن جدول الألفاظ اللغوى الجديد ، يمثل ديوان من الردح القائم على المنافسه، وإثبات من القادر على تأليف ألفاظ لم يأتى بها غيرهم ، المهم أن ينصب كل ما سبق فى جعبة المنافسة الشرسة .
إن تغير نسق القيم بعد الثورة لا ينسب إلى الثورة فقط ، ولكن هناك أرضية ممهده من السابق كانت فى إنتظار الضغط على الزناد لتطلق ما بها ، ويحدث ما حدث ، عندما يكون لدينا مجتمع ينفصل فيه أبناءه ويغتربون عنه، نتيجة لعدم إحساسهم بأمنهم وكبت حريتهم وتضليلهم ، وتشويه الإنتماء ودفن المواهب والقدرات ، ووأد محاولات البناء ، وتفشى الفساد والرشوة والمحسوبية ، التى مازالت فتيل يشتعل تحت الرماد ، ما سبق وأكثر أمات دمر الثقة بين أبناء الوطن ،ليحل مكانها التخوين .
بكل أسف الكل ينظر تحت الأرجل ولا ينظر للأمام ، كأن الأفق يضيق بنا ونختنق من شدة الضيق ، فنتأزم أكثر ، ويزيد والإنفجار ، ونتجه إللى العداء والإدعاء أمام المحاكم ، فى سلسلة الهدم التى لا نهاية لها ، والأكثر خطورة ضياع الوقت فى العراك وترك البناء ونسيان أننا من يضع النهاية بأيدينا ، والخوف أن يصبح الوقت قصير لدرجة أننا نخسر وتزيد الخسارة ، وندفع الكثير ثمنا لها .
أرى أننا لآبد أن نفبق قبل فوات الأوان وندرأ الخطر ، وننظر فى دائرة أوسع لنرى بأعيننا كيف نعالج ما حدث ، ونداوى ما جرح ونعيد الثقة ، وننبذ التخوين والشك المتواصل ، حتى لا نصل إلى ما لا يحمد عقباه.
نادية النادى
إرسال تعليق