أشرف صالح
أثنى عَشر شهرًا انتظر
بين أربعة فصول أعتلي أرجوحة
وأُسلمُ نفسي ليناير البارد القارس
يُبعثرني ( كانون الأول ) كأوراقٍ قديمة
فألوذ بالفرار بأحضانِك
وتأتي ثمانِ وعشرون يومًا عَجول ببطن فُبراير النابض
فأهيمُ عِشقًا في ( شِباط ) عندما يُكمله اكتمالِك
فأنتِ اليوم الهَارب
وأنتِ اليوم المُتمم ليُتم فُبراير
ففي رمقهُ الأخير يحبو نَحوكِ بانتظار قرارِك
بأن تأذني لمارس بالمِيلاد
وما أدراكِ ما هو مارس
في أول يومٍ من ( آذار ) أرتمي بِمدارك
أتحول لفراشة بألف جِناح
تجوب الكون تجمع رحيقُ الكواكب
تتلون بمِيلاد الشمس
وتنزع شكوى من قلب الليل
وتهدي السعادة السرمدية لعيناكِ الحور
ولعيون مُتسٍعة ببزوغ الفجر
في يوم مِيلادك
يهدينا اليوم استجابة لدعوة دعوناها في ليلة قَدر
في ذاك اليوم
أختلس شموع سعادتنا
وأزرعها بقلبُك حتى العام القادم
فلا مفر من دوران الأرض
ومرور اليوم في أسرع وقت
لكني أحتفظُ بساعة قابعة بالقلب
ساعة مِيلادك يا أجمل أُنثى
أنجبها رحمًا في كوكب أرض
يُخيمُ الآن إبريل بزوبعة الذكرى
( نيسان ) كم هو آثم
يُخرجني من ثوب مِيلادك
يزُج بي في دوامة الانتظار
وأنا وأنتِ في تلك اللحظة دون أدنى قَرار
ويأتي مايو بجموح ( أيار )
فأنقلُ قلبي مُسرعًا في جسد يونيو
تأتيني بسمة مُباغتة من ثغرِكِ
ترميني في بَحر ( حُزيران )
يتوغل عامٍ في جسدي
ويهديني حرارة يوليو
فشموس ( تموز ) حارقة
كلوعة قلبي عند غيابِك
وشهيقي يعلقُ في رئتي
حتى تأتيني فيضيء الدار
ولا فرار
من انتظار مرور أغسطس
ومعهُ احتراق أحدى وثلاثون يومٍ انتظار
لكنه ( آب ) لا ينسى أن يهدينا نسماتُ نخيل
تتمايل بالتَمرِ
يُسعفُنا من جوع الشوق
وعَطش دِيار
حبيبتي لاح الآن بدر سبتمبر
وضحكة ( أيلول ) ارتسمت مُكتملة
على وجهِك
تُعلنين الآن فرحة قُرب انفلات العام
وتَسرُع أكتوبر
في التِيه بغيماتِ ( تشرين الأول )
بعد أن لقح السماء بأجنة المطر
فتُمطرُ عيناكِ تضامُنًا مع لوعة نوفمبر
ينضمُ إلينا ( تشرين الثاني )
في تلك اللوعة
ويوشي ديسمبر بالسر
( أيلول الثاني ) يُفصحُ عن وزر العام
بالمطر العارم كالبُركان
ويمُر العام وعامٍ وعام
ولا يبقى بذاكرتي
إلا يوم مِيلادك والباقي رُكام
ورُكامٍ ورُكام
أحُبُكِ في كل زوايا الكون
أُحُبُك في كل الأركان
يا أجمل أُنثى
لم يأتي مثيلُك في أجمل بُستان
أُحُبُك مُنذ اليوم
مُنذ الأمس
مُنذ دقيقة
مُنذ وداع العام
وانتظرُكِ بوح اليوم بأسرار الأركان !
بقلم الأديب / أشرف صالح !!!
إرسال تعليق