بقلم - نادية النادى :
أحيانا يتعجل البعض فى الحكم على الأمور، نتيجة تعاطفهم و إنحيازهم لبعض الأطراف دون غيرها ، لكن هذا قد يأخذهم إلى نتائج غير معلومة ، و ما يحدث من مشاهد يومية على الساحة ، يوضح أن هناك إندفاع غير محسوب، من الإنحياز لجانب البعض دون معرفة فكرهم وما تكنه ضمائرهم ، وعندما لا يتحقق التوافق بينهم يخرج علينا الطرف المتضرر محاولاً التبرير والتعليل ، وكشف المستور ، ويبدأ مسلسل التجريح وإلقاء اللوم، و غيره من التصرفات الغير محسوبة من أفراد أو من هيئات من المفترض أنهم قدوة لغيرهم .
وقبل ان يتجه البعض للإلتحام مع الآخر، لابد من الدراسة المتأنية لكيفية التعامل ، وتوفيق الأفكار والأوضاع ، لأن ما يحدث من تخبط لن يمر إلا على حساب من لاذنب لهم ،فالسياسة والتعامل بها يحتاج إلى مهارة و حرفية ووعى بأبعاد بعض التصريحات الغير مسؤولة ، التى قد يلقيها البعض بلا وعى .
إن نقص الخبرة لدى بعض الأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة ، يؤثر على الإ ستقرار والهدوء داخل هذا الوطن ، وسنظل هكذا طالما أننا ننظر إلى الأمور نظرة أحادية ضيقة ، لا تكاد تتعدى خطوة ، والتخبط يزداد كل يوم ،لإنعدام المعالجة الفورية ، فتتراكم الأحداث والتبعات من ورائها ، كل يوم وكل أسبوع ولا جديد ، و الحلول أصبحت بعيدة عى القدرة ، كمن يحاول تجفيف المحيط ، يضاف علي ذلك الكثير من الآراء الغير مسؤولة ، والإعلام الغير واعى بأهمية ومكانة الوطن وأحوال المواطنين ،فهو يتعامل معها كانها مانشت صحفى لكسب أكبر عدد من المبيعات ، وليست قضايا وطنية تحتاج إلى الموضوعية فى الطرح ، والمارثون الإعلامى الغير محسوب ،أصبح له دوراً فى إشعال بعض الاوضاع ،
إن القضايا المصيرية يجب التعامل معها من خلال طرح بناء ، ولابد أن يضع صانع القرار فى إعتباره أنه ملزم أمام شعبة بكل ما يخرج عنه من تصريحات ووعود ، فالثقة فى المصداقية يجب ألا تضيع فى تبريرات لا نهاية لها، والأزمات الحالية تحتاج إلى الحكمة والعقل ، من الجميع كل فى موقعه ، وأهمية فهم ما يمكن ان تؤول إليه الأمور , و الوعى بأن الشعب يحتاج إلى مزيد من الإحتواء و حل مشاكله بطريقة تعيد إليه الثقة ، وعلى القائمين على الأمر كلهم ان يعلموا أنهم رعاه و كلهم مسؤلون عن رعيتهم .
إرسال تعليق