بقلم: مسعود الحناوي
أخشي أن تتحول التطمينات التي أتي بها وزير الخارجية محمد كامل عمرو من إثيوبيا- بعد زيارته الأخيرة لها ومباحثاته مع المسئولين هناك حول قضية مياه النيل إلي مجرد مسكنات للشعب المصري لتهدئة حالة الاحتقان الشديد التي تفجرت بين البلدين في ظل أزماتنا الداخلية المستعصية.. لنفاجأ بعد بضع سنوات بالمشكلة تصيب بلادنا في مقتل بعد أن يكون الجانب الإثيوبي قد استكمل بناء سده وبدأت تداعياته السلبية تأخذ مسارها المأسوي علي مستقبلنا المائي!!
ومصدر خوفي وشكي ينبع من أن خطابنا الرسمي والإعلامي قد تحول فجأة من حالة القلق والتهويل والتهديد إلي حالة تطمين وتهوين علي شاكلة ما أكده وزير خارجيتنا من أن الجانب الإثيوبي لا ينوي الإضرار بحصة مصر من المياه وما جاء علي لسان عبد القوي خليفة وزير المرافق من أننا لن نعاني أزمة بسبب السد.. كل ذلك بالرغم من أن الموقف الإثيوبي في تقديري- لم يتغير قيد أنملة.. فعملية بناء السد لم ولن تتوقف.. وارتفاع وحجم السد لم يتغير.. ولا توجد تعهدات إثيوبية مكتوبة بالحفاظ علي حقوقنا التاريخية من مياه النهر ولا حتي الأخذ في الاعتبار تقارير اللجنة الفنية الخاصة بالسد.. بل إن العكس تماما هو الصحيح حيث يوجد تعمد إثيوبي في عدم تقديم كل التفاصيل الفنية المتعلقة بالسد للجنة وإنكار لحقوقنا التاريخية المائية وعدم تقديم تعهدات بعدم إقامة سدود مستقبلية!!
إننا نؤيد بقوة الحل السياسي للمشكلة ويسعدنا جدا إزالة حالة الاحتقان مع الأشقاء الإثيوبيين.. ولكن لا بد من الوضع في الحسبان أن لا تؤدي هذه الجهود الدبلوماسية إلي الوصول إلي إجراءات عملية للحفاظ حقوقنا المائية.. وأن يكون لدينا خطة واعية ومدروسة لهذه المفاوضات.. لا تعتمد علي مجرد اللقاءات والاجتماعات التقليدية وإنما علي أساليب مبتكرة نحشد فيها كل قوي مصر التاريخية وعلاقاتها الإقليمية والدولية.. خاصة وأن النيات ليست صافية والمواقف ليست مرنة.. رغم التصريحات الدبلوماسية الزائفة!!
الاهرام
أخشي أن تتحول التطمينات التي أتي بها وزير الخارجية محمد كامل عمرو من إثيوبيا- بعد زيارته الأخيرة لها ومباحثاته مع المسئولين هناك حول قضية مياه النيل إلي مجرد مسكنات للشعب المصري لتهدئة حالة الاحتقان الشديد التي تفجرت بين البلدين في ظل أزماتنا الداخلية المستعصية.. لنفاجأ بعد بضع سنوات بالمشكلة تصيب بلادنا في مقتل بعد أن يكون الجانب الإثيوبي قد استكمل بناء سده وبدأت تداعياته السلبية تأخذ مسارها المأسوي علي مستقبلنا المائي!!
ومصدر خوفي وشكي ينبع من أن خطابنا الرسمي والإعلامي قد تحول فجأة من حالة القلق والتهويل والتهديد إلي حالة تطمين وتهوين علي شاكلة ما أكده وزير خارجيتنا من أن الجانب الإثيوبي لا ينوي الإضرار بحصة مصر من المياه وما جاء علي لسان عبد القوي خليفة وزير المرافق من أننا لن نعاني أزمة بسبب السد.. كل ذلك بالرغم من أن الموقف الإثيوبي في تقديري- لم يتغير قيد أنملة.. فعملية بناء السد لم ولن تتوقف.. وارتفاع وحجم السد لم يتغير.. ولا توجد تعهدات إثيوبية مكتوبة بالحفاظ علي حقوقنا التاريخية من مياه النهر ولا حتي الأخذ في الاعتبار تقارير اللجنة الفنية الخاصة بالسد.. بل إن العكس تماما هو الصحيح حيث يوجد تعمد إثيوبي في عدم تقديم كل التفاصيل الفنية المتعلقة بالسد للجنة وإنكار لحقوقنا التاريخية المائية وعدم تقديم تعهدات بعدم إقامة سدود مستقبلية!!
إننا نؤيد بقوة الحل السياسي للمشكلة ويسعدنا جدا إزالة حالة الاحتقان مع الأشقاء الإثيوبيين.. ولكن لا بد من الوضع في الحسبان أن لا تؤدي هذه الجهود الدبلوماسية إلي الوصول إلي إجراءات عملية للحفاظ حقوقنا المائية.. وأن يكون لدينا خطة واعية ومدروسة لهذه المفاوضات.. لا تعتمد علي مجرد اللقاءات والاجتماعات التقليدية وإنما علي أساليب مبتكرة نحشد فيها كل قوي مصر التاريخية وعلاقاتها الإقليمية والدولية.. خاصة وأن النيات ليست صافية والمواقف ليست مرنة.. رغم التصريحات الدبلوماسية الزائفة!!
الاهرام
إرسال تعليق