أحمد بكير
على مدار أكثر من 80 عاماً لم تنجح جماعة الاخوان فى الاندماج فى المجتمع المصرى، عاشت الجماعة طوال عمرها منعزلة عن الشعب، لم تتلامس معه إلا فى الانتخابات. فشلت الجماعة فى تحقيق تقارب مع كل النظم السياسية منذ عهد الملك فؤاد الأول، ومن بعده عهد الملك فاروق، ثم عهود مابعد ثورة يوليو عام 1952.. حتى فى عهد محمد مرسى لم يصدقوا أن كل الفرص قد باتت أمامهم سانحة، فتعاملوا معها بانحراف ودون دراية، فاستَعْلَوا على كل الفصائل السياسية، وتصرفوا فى البلاد كما لوكانت إرثاً ورثوه عن آبائهم، فهيجوا الشعب ضدهم وضد النظام، الذى بدا هشاً وتهاوى بعد عام فقط..
ولم يسأل الاخوان أنفسهم لماذا اصطدموا مع كل النظم الحاكمة والأحزاب السياسية قبل ثورة يوليو وبعدها؟ وهل العيب فيهم أم فى «كل» من هم سواهم؟
والحقيقة أنهم لم يحددوا هل هم جماعة دينية دعوية أم جماعة سياسية، فاختلطت معهم الأمور، وغابت عنهم الرؤية الواضحة، فلم يُحسِنوا التعامل مع المجتمع، فاصطدموا مع الجميع فتفجرت مشاعر الكراهية ضدهم، وأساءوا إلى أنفسهم وجماعتهم ودينهم الذى يدينون به..
وفى شجاعة وصراحة يُحسد عليها أحمد منصور الاعلامى الاخوانى فى مقال له قبل أيام، قال فيه إنه خلال عام واحد فقط من وجود الاخوان في السلطة بلغ طوفان الكراهية لهم حداً غير مسبوق، انتهى بعزل محمد مرسي.. ويسرد فى مقاله أسباب فشل الاخوان في عدة أسباب. الأول أن اختيار مرسي للمنصب كان خطأً كبيراً ، لأنه لا يملك مقومات رجل الدولة. والثاني أن مرسي وجد نفسه في مكان لم يستعد له، ولم يفكر فيه، فخُدِع بمظاهر السلطة، ولم يتمكن من أدواتها. والثالث أن مرسى حكم الدولة بعقلية رجل الحزب والجماعة، وجمع حوله فريقاً لا يتمتع بالكفاءة. ويرى منصور أن أداء الرئاسة المُزري وخصوصاً خطابات مرسى العاطفية والمرتجلة الخالية من المحتوى والمضمون والرؤية والخيال، وتمسكه برئيس الحكومة والنائب العام والإعلان الدستوري، كانت سبباً أيضاً فى كراهية المصريين للإخوان..
ولم يتنبه أحمد منصور إلى أن أسباب كراهية المصريين للاخوان أكثر مما ذكرها، فهى لا تُحْصى، وإن كان منها : المتاجرة بالدين، وميلُهم إلى العنف، والاستعلاء، والاستقواء، والكذب، وتزييف الحقائق، وسفك الدماء، والتعدى على الاملاك ، وتعمد تعطيل المصالح ، وإعلاء مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن.. وكل هذه أمراض لا يوجد مشفى فى العالم لعلاجها..
الوفد
إرسال تعليق