Home » » مكرم محمد أحمد يكتب : تحية لجيش مصر العظيم

مكرم محمد أحمد يكتب : تحية لجيش مصر العظيم

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 12 يوليو 2013 | 11:50 م

 
 مكرم محمد أحمد
 
تحية لجيش مصر العظيم الذي وعد وأوفي‏,‏ وحما حق شعبه في التعبير عن رأيه رغم محاولات الترويع والتخويف‏,‏ ومكنه من الخروج آمنا الي الشوارع والميادين‏,

يعبر عن ارادته الحرة في أكبر تظاهرات عرفها تاريخ البشرية, وساند هذه الارادة الشعبية الكاسحة, ومكنها من تحقيق أهدافها كما فعل في ثورة25 يناير, مترفعا عن أن يكون جزءا من لعبة القوي السياسية او شريكا في حكم البلاد, مؤثرا التفرغ للقيام بمهمته الرئيسية دفاعا عن أمن مصر القومي, ليفتح الطريق امام ديمقراطية مصرية مكتملة تساعد علي نهوض دولة مدنية قانونية حديثة.
تحية لجيش مصر العظيم قيادة وضباطا وجنودا, وقبل هؤلاء شهداؤه الابرار الذين ساعدوا الشعب المصري علي تحقيق أهدافه, ومكنوه من اسقاط حكم فاشي فاشل مزق وحدة البلاد, وزرع فيها الفتنة والاستقطاب الحاد, وكاد يأخذها الي مشارف حرب أهلية, وناصب كل مؤسسات الدولة العداء, القضاء والجيش والشرطة والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني, ووصل بالبلاد الي حافة الافلاس, وتواطؤ علي أمن مصر القومي بتحالفه البغيض مع السلفية الجهادية, الاسم الجديد لتنظيم القاعدة, الذي ارتكب جرائم عديدة في سيناء ترقي إلي حد الخيانة هددت أمن مصر القومي.
تحية إلي قيادة المؤسسة العسكرية التي استجابت لنبض الشعب المصري, وأصاخت السمع إلي اصواته ومطالبه في الشوارع والميادين, وحاولت جهدها ان تحض كل الفرقاء المصريين علي ان يكونوا جزءا من توافق وطني عريض, يلم شمل البلاد دون ان تنحاز الي أي من الاطراف, لكن البعض اخذته العزة بالإثم مصمما علي انكار طلوع الشمس في وضح النهار, مقامرا علي نشوب حرب أهلية لا تبقي ولا تذر, كان لزاما علي قوات مصر المسلحة ان تمنع وقوعها, وقد فعلت ذلك استجابة لصوت الوطن والضمير والتاريخ ولانها قوات الشعب المصري.
تحية الي تاريخ جيش وطني عظيم هو اقدم جيش في التاريخ, وحد الوجهين القبلي والبحري منذ عهد الملك نارمر قبل4 آلاف سنة, وترفع علي طول تاريخه عن ان يكون قوة بغي وعدوان علي الآخرين, وحصر مهامه في رد عدوان الطامعين في السيطرة علي مصر ابتداء من الهكسوس إلي الإسرائيليين, واعاد لوطنه وأمته الأرض والكرامة في حرب73 التي اكدت اقتدار العسكرية المصرية ونجاحها في تحقيق مفاجأة تكتيكية واستراتيجية كسرت نظرية الامن الاسرائيلي, وجاء وقعها كالزلزال علي الإسرائيليين, وساعد شعوبا عربية وإفريقية عديدة علي تحقيق امنها واستقلالها, وحمل وحده عبء القضية الفلسطينية علي امتداد اكثر من80 عاما, وانحاز الي شعبه في كل المحن والمهمات ليصبح أنشودة حب وايقونة مقدسة علي صدور جميع المصريين, ومصدر عزة لوطنه, وموضع فخار لأمته, ومحل احترام العالم وتقديره.
وما من شك أن وحدة الشعب والجيش تشكل الآن سياجا منيعا في وجه عمليات التآمر التي تستهدف تشويه صورة الجيش وتمزيق وحدته لانه اتخذ القرار الصحيح وساند إرادة الشعب المصري.., حاولت جماعة الاخوان وانصارها تشويه صورة الجيش بالادعاء ان اسقاط حكم الجماعة وعزل الرئيس مرسي تم من خلال انقلاب عسكري, متجاهلين خروج أكثر من25 مليون مصري الي كل ميادين مصر مثل طوفان هادر, في حدث لم تشهد له البشرية مثيلا, يطالبون بإسقاط حكم جماعة الاخوان وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة, لان الرئيس المعزول فشل في إدارة البلاد ووضعها علي حافة الاقتتال الأهلي وضيع الاقتصاد الوطني وخرب علاقات مصر مع العالم العربي, وادخل البلاد في أزمات متتابعة زادت من مصاعب الحياة, ولم ينجز شيئا سوي قسمة الوطن وتمزيقه, ومع ذلك بذلت القوات المسلحة غاية جهدها لتحقيق مصالحة وطنية تلم شمل البلاد وتحقق الوفاق بين جميع أطراف القوي السياسية الحكم والمعارضة, وتتدارك الاخطار المخيفة التي أوصلت البلاد الي حافة الاقتتال الأهلي, لكن الرئيس المعزول وجماعته أخذتهم العزة بالإثم, ووضعوا العقدة في المنشار واغلقوا بالضبة والمفتاح كل أبواب الحوار, متجاهلين إرادة الملايين التي خرجت الي الشوارع والميادين.
ثم رتبوا لصدام مروع مع قوات الحرس الجمهوري سقط فيه عدد ضخم من الضحايا, عندما حاصروا مقر الحرس مهددين باقتحامه لاخراج الرئيس المعزول في هجوم مرتب اعلنوا اهدافه علي الملأ, استخدموا فيه كل أساليب الاستفزاز ليلزموا الجنود استخدام حقهم القانوني في الدفاع عن أنفسهم بعد أن تعرضوا لوابل من قصف الخرطوش والنيران والحجارة في محاولة لاقتحام المبني واحتلاله, مصممين علي تدبير مذبحة كبري تمكنهم من اتهام الجيش بقتل المتظاهرين, متجاهلين التحذيرات المتكررة التي وجهتها القوات المسلحة بعدم الاقتراب من المبني, لكن وثائق الفيديو التي تم تصويرها لحادث الهجوم كشفت دون أي لبس أبعاد المؤامرة التي استهدفت تشويه صورة القوات المسلحة بهدف افساد علاقتها مع الشعب, واستعداء العالم الخارجي عليها, ومطالبة الولايات المتحدة علنا وجهارا بإلغاء المعونات العسكرية للقوات المسلحة.
والأكثر خسة من ذلك تحريضهم تنظيمات القاعدة التي ساعدوا علي توطينها في سيناء علي تقويض الأمن القومي, وارتكاب جرائم قتل واختطاف لجنود الجيش والامن المصري, والاكثر خسة من ذلك ان يعلن قادة الجماعة علي منبر رابعة العدوية أن العمليات سوف تستمر في سيناء الي أن تعود الجماعة للحكم رغما عن أنف ملايين المصريين الذين يشكلون الغالبية العظمي للشعب المصري.., وبرغم تقرير البنتاجون الأمريكي الذي اكد ان ما حدث في مصر ليس انقلابا عسكريا, لانه لولا تدخل الجيش لوقع صدام أهلي واسع نشر الفوضي في البلاد وكان يمكن ان يتطور الي حرب اهلية, لا تزال الجماعة تصر علي حالة الانكار التي تعيشها, تحشد انصارها من الجماعة ومن تنظيمات السلفية الجهادية الاسم الجديد لتنظيم القاعدة وقبضايات الجماعة الاسلامية في ميدان رابعة العدوية, وترتب لصدامات أخري مع القوات المسلحة, لا يهمها ارتفاع عدد الضحايا من الجانبين طالما ان قياداتهم وابناء قياداتهم يكتفون بالتحريض ولا يشاركون في المواجهة التي يدفع ثمنها شباب الاقاليم, الذي تم استجلابهم من المحافظات ليقاتلوا اشقاءهم الجنود داخل ثكناتهم بدعوي الدفاع عن الإسلام.
ولست أشك في أن هناك ابعادا خفية للمؤامرة علي الجيش تستهدف شق صفوف القوات المسلحة, كما حاول بديع مرشد الجماعة في خطابه فوق منصة رابعة العدوية او تدميرها في غمار صدام أهلي واسع( لا قدر الله) أو اشغالها في حرب عصابات تقوم بها تنظيمات القاعدة في سيناء وداخل مصر, تكون نتيجته خسارة مصر لجيشها العظيم كما حدث في العراق وسوريا كي لا يبقي في المنطقة سوي جيش الدفاع الاسرائيلي كي تسعد جماعة الاخوان وتحكم وتسيطر وتقيم الخلافة المتوهمة, لكنها اضغاث أحلام كاذبة سوف تبقي مثل دخان في الهواء طالما بقي الجيش والشعب المصري يدا واحدة.
الأهرام
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق