Home » » الشيخ / سعد الفقي يكتب : التحرر والرجولة في الصيام

الشيخ / سعد الفقي يكتب : التحرر والرجولة في الصيام

رئيس التحرير : Unknown on الأحد، 21 يوليو 2013 | 9:01 م


في شهر رمضان من كل عام يعتاد الواحد منا نظاماً معيناً في أوقات طعامه وشرابه في عمله وراحته ونومه واستيقاظه في نشاطه واستجمامه .

ويمكن أن نصف هذه الحالة بالعادات التي يصعب التجرد منها ومع امتداد الزمان سنوات وسنوات يغدوا الواحد منا حزمه من العادات المتأصله والراسخة . وقد قال علماء النفس ( خير عادة ألا يعتاد الإنسان أي عاده ) وذلك لأن العادة فيها تعطيل للحسن والإدراك وتكونه الثمرة وأد للإبداع والإنتاج يأتي رمضان بتدريب جديد لحياة الإنسان في أوقات طعامه وعمله وراحته فيحرره من أن يكون حزمة من العادات وينأي به ان يكون عبداً للتقاليد والدنيا بمتطلباتها ومغرياتها وشهواتها قد تدفعنا الي تصرفات نحن غير قانعين بها ومع ذلك نمارسها تحت أسر المغريات والشهوات . فيأتي الصوم فيحررنا من هذه القيود والأغلال فالصيام إذا كسر للقيود والجمود والثبات وعتق من النمطية في الحياة وانفتاح جديد علي حياه جديدة مغايرة تماماً للحياة في غير هذا الشهر الكريم . وفي أيام أيضاً ذروة الرجولة يقول الله عز وجل ( خذوا ماأتيناكم بقوة ) وطبيعياً ألا يكون مقصود بالقوة في ألأيه الكريمة القوة الجسمية لأن هذه الصفة يتصف بها غير الإنسان فهي قوة الحزم والعزم والاراده والتصميم والتنفيذ فالذي يفطر في رمضان دون عذر شرعي هو الذي يقول عن نفسه أن رجولته لم تستغل ولم يقدر أن يكبت ضعفه النفسي وان يعلن قوته وعزيمته والصوم يحقق الرجولة في الإنسان بكل صفاتها وأبعادها بامتناعه عن المأكل والمشرب . وفي الصيام ضبط للنفس وتسيرها . فالصائم هو الذي يسيطر عليها ويتغلب علي سلطانها وقوانينها ويجعل نفسه ملكاً لإرادته ونوازعه وأعصابه فالإنسان في رمضان وعندما يؤديه كما أراده الله يكون قد استأثر بالرجولة الصحيحة ولما لا وقد استطاع ضبط مشاعره وغرائزه وهذه هي الرجولة الحقة .

الشيخ / سعد الفقي
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق