قرر محمد صابر عرب، وزير الثقافة، تأجيل افتتاح قصر ثقافة بورسعيد، الذي كان من المقرر افتتاحه، الخميس، وذلك ليقوم بزيارة تفقدية لمسرح المنصورة القومي، المجاور لمديرية أمن الدقهلية، للوقوف على حالة المسرح بعد تأثره بالانفجار الذي وقع، الثلاثاء، وأدى إلى انهيار أجزاء من المسرح وتحطم أجزاء من واجهته، وتعرض نوافذه الزجاجية للتدمير، إضافة إلى سقوط أجزاء من خشبة المسرح.
كان «عرب» شكل لجنة هندسية، الأربعاء، لكتابة تقرير فني عما وصلت إليه حالة المسرح، الذي انهار 70% منه تقريبًا، حسب التقديرات الأولية، للبدء في إعادة ترميمه، وبناء الأجزاء المنهارة، لما للمسرح من أهمية تراثية.
يعود تاريخ إنشاء المسرح إلى قبل 111 عامًا، ويعد أقدم مسرح في الشرق الأوسط، وهو من ملحقات قصر أمينة هانم، زوجة الخديو توفيق، قبل أن يقوم المهندس الإيطالي مريللي عام 1902 بإعادة بنائه ليشتمل على سرايا بلدية المنصورة ومسرح وتياترو، وبُني على الطراز الإيطالي.
وشهد المسرح قديمًا العديد من الاحتفالات على مدار تاريخه بعضها كان خاصًا باحتفالات قناة السويس، كما قدمت عليه أم كلثوم ورياض السنباطي حفلات فنية، كما شهد أيضًا عروضًا لمسرحيات نجيب الريحاني وعلي الكسار ويوسف وهبي.
من جانبه قال الفنان فتوح احمد رئيس البيت الفني للمسرح إن التفجير الذي شهدته مدينة المنصورة افقدنا تحفة أثرية، بعد الأضرار التي لحقت بمسرح المنصورة القومي المجاور لمبني مديرية أمن الدقهلية،
مشيرا الي انه في انتظار تقرير اللجنة الهندسية التي توجهت اليوم لمعاينة المسرح لمعرفة وحصر الاضرار التي وقعت عليه، وإذا كان من الممكن انقاذه.
وأشار عادل عفر مدير مسرح المنصورة القومي الي ان حجم التدمير الذي تعرض له المبني يصل الي 60%، حيث تدمر جزء كبير منه تماما مثل الواجهة المطلة علي نهر النيل والتي كان يوجد بها مقر بنك الإسكندرية، والمدخل المقابل لمديرية الأمن، الجزء الوحيد المتبقي في حالة شبه جيدة هو الجزء الخلفي.
وأضاف أن ما حدث خسارة كبيرة جدا، فالقيمة الفنية والمعمارية لهذا المسرح لا تقدر بثمن حيث يعد واحدا من اقدم ثلاث مسارح في مصر والشرق الاوسط، وهي مسرح المنصورة ومسرح سيد درويش بالإسكندرية والاوبرا القديمة في منطقة العتبة التي احترقت وتحولت الي مبني جراج، امرت بانشاءه أمينة هانم زوجة الخديوي توفيق في عام 1869 بعد افتتاح قناة السويس، وقدمت علي خشبته في البداية عروض اجنبية من ايطاليا وأوروبا ثم قدم عدد من الفرق المصرية عروضها عليه ومنها فرقة نجيب الريحاني ووقفت علي خشبته كوكب الشرق ام كلثوم مرتين في حفلين لها.
وأشار الي ان المسرح يحتل موقعا مهما في قلب مدينة المنصورة علي شاطئ النيل، وله قيمة معمارية كونه مقام علي 3000 متر علي الطراز اليوناني الحديث، مضيفا ان عروضه الفنية توقفت منذ فترة طويلة لخضوعه للتطوير، وخصصت وزارة الثقافة مبلغا كبيرا لترميمه وكان جهاز التنسيق الحضاري قد انتهي الاسبوع الماضي من الرسومات النهائية لتطوير المسرح بينما كانت المحافظة تعمل علي رفع الاشغالات التي كانت تحتل جزءا من المسرح استعدادا لبدء العمل فيه، ومنها البنك ومعرض الأسر المنتجة ومجلس المدينة وبعض الاكشاك.
وأضاف عادل الي ان المحافظة بعد التفجير بساعات قليلة أحضرت "اللودرات" بشكل سريع و"مثير للشك" علي حد قوله بحجة رفع الاجزاء المتهدمة والتي ربما تضر بما تبقي من المبني خاصة وان اللجنة الهندسية لم تكن قد بدأت عملها بعد حيث ان موعدها في صباح اليوم ولم تنتظر المحافظة رأي اللجنة حول حالة المسرح الراهنة والذي من الممكن ان يعطينا بعض الامل في انقاذ المسرح من التدمير نهائيا، لم تهتم المحافظة بذلك وكان هناك حماسا غريبا لهدم ما تبقي من الحوائط، مطالبا وزارة الثقافة وجهاز التنسيق الحضاري بالتدخل لحماية المسرح من التدمير تماما واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لذلك.
وقالت د.سهير حواس نائب رئيس جهاز التنسيق الحضاري ان المسرح مسجل كمبني تاريخي بقانون 144 لعام 2006 ومن المباني التاريخية المميزة جدا، وكان الجهاز بصدد اعداد مشروع لإعادة احياءه مرة اخري قبل وقوع هذا الحادث، مشيرا الي انه لا يحق لأحد هدم اي جزء من المسرح قبل الرجوع للجهاز واللجان المتخصصة المسئولة عن فحصه وإعداد مشروع بعد التقاط عدد من الصور الفوتوغرافية لتوثيق حالته ومدي الاضرار التي تعرض لها وكيفية انقاذه.
وأضافت ان رفع الانقاض دون انتظار رأي اللجنة يعتبر تدميرا يضاف للتدمير الذي وقع بالفعل نتيجة للانفجار، حيث انه قد يكون هناك اجزاء من الممكن انقاذها وبعد إزالة الانقاض بالبلدوزر تنهار تماما ويصبح انقاذها مستحيلا، وإذا حدث هذا بالفعل فهو منتهي التجاوز، الجهاز ليس لديه قوة جبرية لمنع التعدي علي الاماكن التابعة له لكننا نستنجد بالمحافظة عادة لمساعدتنا في منع التعدي فإذا كان هذا التعدي يحدث من المحافظة فماذا نفعل؟!.
إرسال تعليق