قال الكاتب الصحفى والسيناريست بلال فضل إن الروح الإيجابية التى كانت بين المصريين أيام الثورة ضاعت، مشيراً إلى أن الشعب المصرى قبل الثورة كان أشبه بمن يحمل الأثقال، وظل يتحملها إلى أن شعر بالتعب فأسقط ما كان يحمله وارتمى فوقه.
وأضاف فضل فى الصالون الثقافى الذى عقد بمكتبة شبابيك، أن المصريين يعتبرون تركيا هى النموذج الأمثل دون التمعن فى صلب التجربة التركية، التى كانت تتطابق فيها الحياة الاجتماعية خلال السبعينيات مع الحياة فى مصر قبل الثورة، مدللاً على كلامه بما جاء فى كتاب لأحد الكاتبات التركيات "ستزوركم أمى إن لم يكن لديكم مانع"، مؤكدا أن مصر غير متفردة بسلبيات وعيوب خاصة كما يتصور البعض، ومن يظن أن مصر ستتغير بعد عام من الثورة فهو مخطئ.
ووصف فضل التعبيرات التى يقولها البعض مثل كلمة "الثورة ضاعت" ، "إحنا محتاجين ألف ثورة" ومثل هذا الكلام بالتعبيرات السمجة والسخيفة على حد قوله، داعيا المصريين الذين استطاعوا أن يهزموا أقوى جهاز قمعى فى مصر منذ مئات السنين إلى الاستفاقة من الغفلة واليأس المحيط بهم، وأن يتعامل كل فرد مع الثورة وكأنها حبيبته، أو كأنه فى بداية علاقة حب جديدة لا يعرف إلى أى حال ستنتهى، مستشهدا بالشاعر محمود درويش عندما قال "لا أريد من الحب إلا البدايات"، وفى بيت آخر "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
وأكد "فضل" أن الحل لا يكون فى الرد على أعداء الثورة بعصبية والدخول على تويتر وكتابة تويتات تحمل ألفاظا بذيئة، قائلا "ليس كل من يشتم المجلس العسكرى من السياسيين يصلح أن يكون رئيسا لمصر، ولا نحسن الظن لكل السياسيين، فربما هذا السياسى الذى وضع المصريين الثقة فيه كان يعقد صفقة مع المجلس العسكرى".
وأوضح فضل أن التجارب التى سبقتنا كثيرة، داعيا المصريين إلى قراءة التجربة البرازيلية، ومشاهدة أحد الأفلام الذى جسدها، وهو فيلم"city of God" ، مؤكداً أن هذا الفيلم يجعلنا نقول يا رب تظل مصر عشوائية مثلما جسدها خالد يوسف فى أفلامه من شدة ما عانى هذا الشعب من فقر، إلى أن أصبحت البرازيل أحد أقوى وأهم الاقتصادات فى العالم"، لافتا إلى أن التغيرات النفسية التى تطرأ على الشعوب بعد الثورات والعسرات التى تظهر واردة، ولكن الأجدر أن نتعامل معها بشكل من الحب، داعيا إلى قراءة كتاب "دراسة تحليلية للثورات" وكتاب "الثورة والحرية"، وذلك لفهم طبيعة الثورات، مؤكدا أن تاريخ مصر مع الحرية لا يتلخص فقط فى ثورة يناير.
إرسال تعليق