بقلم: جمال زايدة
هل نحجت الثورة؟ سؤال قد تتفاوت الاجابة عنه من شخص لآخر. وقد يختلف حوله الكثيرون لكن الكل قد يجمع علي التالي: إن الثورة أطاحت برأس النظام وكبار رجال الرئيس لكنها لم تنجح في احداث تغيير حقيقي في بنية المجتمع المصري.
أن الثورة نجحت في الحد بعض الشيء من تغول سلطة الدولة البوليسية لكنها فشلت في ان تحل محلها الدولة القانونية.. فما زالت الهياكل والمناهج وطرق العمل الخاصة بالتضييق علي حياة الناس ومتابعتهم بطرق غير قانونية والتلصص علي هواتفهم.. بل اتباع الطرق غير القانونية في احتجاز المتهمين وعدم عرضهم علي قاضيهم الطبيعي قائمة. إن الثورة نجحت في أن تأتي بالقوي المحجوبة عن الشرعية الي البرلمان ـ وفقا لتعبير الكاتب نبيل عبد الفتاح ـ يتصارعون تحت القبة بدون سلطات حقيقيه تتيح لها الرقابه والمحاسبة..
هم فقط لديهم حق الصراخ في مرحلة انتقالية لم تحسم فيها السلطات بعد ولم يعرف من هو الرئيس القادم ولا مضمون الدستور الجديد الذي سيوضح شكل الدولة المصرية في المرحلة المقبلة. إن الثورة نجحت في الحفاظ علي طابعها السلمي الا انها أوجدت حالة من الفوضي في المجتمع: انفلات أمني واضح.. هروب للمستثمرين.. تخويف للسياح.. تراجع في أداء الاقتصاد المصري.. سيولة في العلاقات الاجتماعية.
الانفلات الامني الذي دفع المهاجر المصري في استراليا تادرس عزيز بدوي الي ان يرسل لي رسالة الكترنية يقول فيها: لقد روع المصريين في استراليا أنباء الانفلات الأمني وأعمال البلطجة التي انتشرت بشكل مروع ومرعب. إن ما يحزنني هو حدوث ذلك بعد أكثر من عام علي قيام الثورة وبعد تغيير ثلاثة وزراء داخلية, وما يؤلمني أكثر هو أن الاستراليين وبعض معارفي من المصريين قد ألغوا زيارتهم لمصر نتيجة هذه الفوضي, لقد اختفت مصر من علي خريطة السياحة العالمية والاستثمار الأجنبي.
ويقدم مقترحات للخروج من هذا النفق وعلي رأسها القبض علي البلطجية وأن يقوم حزب الحرية والعدالة بصفته صاحب الأكثرية في مجلس الشعب بتشكيل حكومة تتولي المسئولية. في هذه الفترة, ولا يعني حكومة إئتلاف وطني بل حكومة إخوان فقط,حتي يمكن الحكم علي أدائها ولا تتوه المسئولية وتضيع المحاسبة.
والكف عن مطاردة, شباب الثورة وسرعة إنهاء محاكمات الفاسدين ورموز النظام السابق وسرعة تسليم السلطة للمدنيين. الثورة تعني التغيير للأفضل.. تعني العدالة.. تعني القصاص.. فهل يتحقق ذلك قبل30 يونيه المقبل؟"صحيفة الاهرام"
إرسال تعليق