قال عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، إنه يريد تولي منصب رئيس مصر حتى لا يذهب للإخوان المسلمين، لكنه يرى أنهم يقومون بدور حيوى في السياسة، وانضم سليمان وهو شخصية قوية اتسمت بالغموض خلال حكم مبارك وكان أحد أقرب مساعديه إلى سباق الرئاسة في اللحظة الأخيرة، وهو يكافح الآن للبقاء في السباق بعد قرار اللجنة المشرفة على الانتخابات باستبعاده.
وجمعت الحملة الانتخابية لسليمان 49 ألف تأييد في 15 محافظة، أي أكثر من العدد المطلوب لترشحه وهو 30 ألف تأييد، لكن اللجنة قالت إنه جمع أقل من ألف صوت في إحدى المحافظات، وأمام سليمان حتى غدٍ الإثنين للطعن على قرار استبعاده.
وأعلنت حملة سليمان اليوم الأحد تعليق الحملة حتى 26 أبريل عندما يتم إعلان القائمة النهائية بأسماء المرشحين، الذين لهم حق خوض الانتخابات، وفي مقابلة مع رويترز أمس السبت قبل إعلان استبعاده قال سليمان (74 عامًا) إنه قرر خوض الانتخابات استجابة لمطالب شعبية لمواجهة نفوذ الإسلاميين.
وقال سليمان: "الحملة الشعبية كانت تضغط ضغطًا شديدًا ولم أكن راغبًا في المنصب ولم أسع لأي منصب، سابقًا أصدرت بيانًا يوم الأربعاء أنني لن أترشح -ردًا على أسئلة يترشح أم لا- لأسباب مادية وتنظيمة".
وأضاف: "احتشد نحو 10 آلاف من المواطنين يوم الجمعة ينادون بترشحي، سبق هذا النداء وضع أخاف كل مصر وأشعرهم أن مصر ستحكم من التيار الديني من قمته إلى كل مكان.. خوف كبير لدى الناس وأنا شخصيًا أيضا تأثرت بأن مصر ذاهبة إلى قيادة لها شكل يختلف عما كانت، والقيادة التي ستقوم لم تمارس هذا الأمر ولا توجد الكوادر الصالحة للتيار الإسلامي (لقيادة) البلاد وستكون مصر في وضع لن تتقدم فيه إلى الأمام".
وأشار سليمان الذي يصف نفسه بأنه مسلم متدين إلى أن المواطنين سعوا إليه كي يوازن بين القوى الإسلامية والمدنية، لكنه أضاف أن المصريين يخشون من تحول بلادهم إلى دولة دينية.
وتابع سليمان أن هيمنة الإخوان على الساحة السياسية ستعيد البلاد إلى الوراء، لكنه إذا أصبح رئيسًا فإن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين سيشارك في حكومته وسيؤدي دورًا حيويًا في الحياة السياسية المصرية.
وتظاهر إسلاميون ضد ترشح سليمان وأقر مجلس الشعب تشريعًا سيمنعه من الترشح إذا وافق عليه المجلس العسكري الحاكم، لكن سليمان قال إنه لا يتوقع أن يتم استبعاده.
وقال سليمان "الإخوان قطاع مهم جدًا من المجتمع المصري"، و"أنا أول من أعطيتهم (الإخوان) الشرعية وأول من تفاوضت معهم وكنا وصلنا لمواقف جيدة، وهم قطاع من الشعب المصري يمارس حقوقه السياسية ويكون له دور في المجتمع حتى في الحكومة طالما في إطار وطني، وترؤسهم للحكومة من عدمه سيكون طبقًا لما يقوله الدستور.
وتابع: "الاختيار على أساس الكفاءة لا الانتماء الحزبي ومش حنجامل حزب".
واتخذ سليمان نهجًا حذرًا بشأن دور الجيش في مصر الديمقراطية، ويريد الإصلاحيون تقليص نفوذ الجيش وإعلان ميزانيته بعد أن امتد نشاطه إلى شبكة واسعة من المشاريع التجارية.
ودافع سليمان عن إدارة المجلس العسكري لشئون البلاد خلال الفترة الانتقالية، وقال إنه إذا انتخب سيبقي على المشير محمد حسين طنطاوي في منصبه رئيسا للمجلس العسكري ووزيرًا للدفاع وهو المنصب الذي شغله على مدى عشرين عامًا.
وسئل عما إذا كان سيقلص دور الجيش فقال إنه لا يوجد ما يدعوه للقيام بذلك، وتساءل هل يمكن أن يطلب الشعب من الجيش أن يكف عن الدفاع عن البلد أو هل يمكن أن يطلب منهم عدم المشاركة في أي أزمة تحدث في الدولة، وقال إذا حدثت أزمة وأرادت الحكومة عمل شيء لإنقاذ الدولة في وضع معين فمن الذي يمكن اللجوء إليه.
ووصف سليمان دوره في نظام مبارك بالدور الذي اقتصرت تعاملاته على الشئون الخارجية والأمنية وليس الحكومة، رغم أنه قال إنه أحيانا ما قدم للرئيس السابق النصيحة بشأن أمور داخلية.
وقال "أنا ما كنتش (لم أكن) جزء من الإدارة، أنا كنت رئيس المخابرات العامة، وكنت أهتم بالأمن القومي المصري وعملي كله من أجل المصالح المصرية في الخارج، لكن المصالح الداخلية لها حزب ورئيس، كان هناك معلومات أجمعها وأنصح بها الرئيس، لكني لم أكن قادرًا على التغيير إلا في بعض الأحيان"."رويترز"
إرسال تعليق