تحت شعار " لا لازدراء الأديان " انعقد المؤتمر العام الأول لإعلان إنشاء الاتحاد الدولى لعلوم الحضارة الإسلامية بالقاعة الكبرى بمبنى محافظة الجيزة تحت رعاية المحافظ الدكتور على عبد الرحمن .
حضر المؤتمر مؤسسو الاتحاد من منظمات العمل المدنى ومنها الجمعية المصرية لعلوم وأبحاث الأهرام (شمس النيل) والجمعية المصرية لحقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية وجمعية سياحة مصر وتنمية البيئة وجمعية الغد المشرق بالمملكة المغربية ومشاركة كوكبة من العلماء من داخل مصر وخارجها .
وأشاد الدكتور على عبد الرحمن بفكرة الاتحاد ، فيما أشار العالم الجليل د. حامد رشدى الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية ومستشار أخلاقيات العلم باليونسكو إلى أن الإسلام بدأ بالمفهوم العلمى فى القرآن الكريم " اقرأ" " علم الإنسان ما لم يعلم " وازدهرت الحضارة الإسلامية وتفوق العلماء المسلمون فى الوقت الذى كانت ترسل أوروبا علماءها للمقصلة لاتهامهم فقط بأنهم علماء .
وأكد رشدي أنه حين فتح المسلمون مصر أرسل عمرو بن العاص رضى الله عنه للخليفة عمر بن الخطاب بأن هناك تماثيل بمصر فقال له الخليفة " أيعبدونها" قال "لا"، فقال له دعهم وشأنهم .
وفيما يتعلق بالإساءة للرسول، علق رشدي بقوله أن ذلك ليس جديداً فقد سبق التهجم على القرآن الكريم والسنة النبوية ، وحان الوقت لمجابهة كل هذا بالأسلوب العلمى وضمن هذه الجهود جاء إنشاء اتحاد علوم الأهرام .
من جانبه ، أشار المفكر الإسلامى د. عبد الله النجار إلى أن سبب ما يحدث من إهانة للإسلام سببه المسلمون أنفسهم نتيجة الفهم الخاطئ للدين والتوسع فى ترسيخ مفاهيم انتشار الإسلام بالسيف فقط وليس بالدعوة الحسنة والأمانة وخلق الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وانتقد الأعمال الدرامية التى تصور الإسلام دين عنف لا يعرف إلا قطع الرقاب مما رسّخ فى الأذهان أن الإسلام يستهين بالحياة مما جرأ غير المسلمين على التطاول على الإسلام .
وحذر النجار من مخطط الغرب فى إلهاء الشعوب الإسلامية فى قضايا هامشية تصرفهم عن العلم واللحاق بركب العالم المتقدم
ثورة العلماء
حضرت المؤتمر العالمة المصرية د. زينب الديب المتخصصة فى علم الأجناس وهو علم الأعراق والأصول وقد درست بالسربون علوم الحضارة المصرية والبذرة المستمرة والمتجددة للحضارة المصرية فى كل مجال ولها مشروع قائم على القاعدة المعرفية التى درستها والتى تعتمد على علم د. حسن فتحى المعمارى المصرى العالمى صاحب العمارة البيئية فى مصر كحل لمشكلة الإسكان فى الصحارى المصرية .
وأشارت الديب في كلمتها إلى أن الغرب يطلق على العمارة الإسلامية " العمارة العضوية" أى عمارة الطبيعة والبيئة وأن مصر لديها 93% من مواردها الطبيعية غير مستغلة وأكدت أن النظام السابق الفاسد ممثلاً فى الدكتور يوسف والى أوقف مشروعها الخاص بعمارة الصحراء والقرية والمصرية وأن العمارة الإسلامية الحديثة هى عمارة المستقبل لحماية مصر من التلوث البصرى .
واقترحت الديب إنشاء مركز للتراث الحضارى الإسلامى التطبيقى بحيث لا تتم مشاريع عمرانية أو بناء أو زراعة إلا بالرجوع لهذا المركز
مداخلات العلماء
حضرت المؤتمر د. عائشة عبد الهادى عن جمعية الغد المشرق من المملكة المغربية ، وكان حضورها لافتا حيث اصطحبت معها رضيعها ، وأكدت ضرورة مواجهة الصهاينة أعداء الإنسانية .
وأكد د. أحمد نصار رئيس الجمعية المصرية لعلوم وأبحاث الأهرام (شمس النيل) أن أهداف الاتحاد الدولى لعلوم الحضارة الإسلامية هى التعريف بالحضارة الإسلامية وقيمتها العلمية والحضارية وإسهاماتها فى تقدم البشرية وإبراز قيم التسامح الدينى فى الدولة الإسلامية وضرورة استقلال الاتحاد وبعده عن الأجندات السياسية ومجابهة الصهيونية التى تعمل على تشويه كل القيم الإسلامية وتأسيس اللجنة الإسلامية للغذاء والدواء وتمويل الاتحاد ذاتياً من استغلال الطاقات العلمية به وعدم تلقى أى تمويل أجنبى وإنشاء مركز دولى للاتحاد بمنطقة الجبل المقدس بسيناء .
وأوضح أن المؤتمر القادم سيشهد تحديد العلماء الذين يمثلون الاتحاد فى أمانة جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها ومحكمة العدل الدولية ويشترك فى الاتحاد حتى الآن مائة منظمة للعمل المدنى .
واقترح الدكتور جمال عبد العظيم رئيس أحد الهيئات التعليمية واللغوية بلندن مطالبة الكنيسة المصرية بفصل أى شخص تابع لها داخل مصر أو خارجها يسئ للدين الإسلامى والتعامل مع الغرب بفكر جديد يعتمد على الفهم الصحيح لمفردات اللغة وفلسفتها وتنوعها داخل كل مجتمع وفهم جيد لثقافات الشعوب وطريقة تفكيرها .
فيما طالبت د. عزيزة صيف عضو المجلس القومى للمرأة بتشكيل لجان شعبية للسفر إلى أوربا للتعامل بشكل مباشر مع منظمات المجتمع المدنى وتوصيل الفكر الوسطى للإسلام واقترح الحاضرون إنشاء قناة فضائية خاصة للاتحاد وعقد اجتماع شهرى .
أخيرا أجمع الحاضرون على ضرورة وجود قانون دولى لتجريم ازدراء الأديان ومخاطبة الخارجية لاتخاذ الخطوات العملية لذلك
إرسال تعليق