علقت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية الجمعة على العلاقات بين مصر وقطاع غزة في ظل وصول القيادة الجديدة المنتخبة إلى سدة الحكم في مصر، قائلة إن الحكومة المصرية قدمت أمن سيناء على طموحات القادة في حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية "حماس" التي رسموها بوصول جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى الحكم.
واستهلت المجلة التعليق - الذي أوردته الليلة في نسختها الإلكترونية - بوصف لوحة فنية مثبتة فوق البرلمان الغزاوي تضم وجهين مبتسمين, أحدهما للرئيس المصري الجديد محمد مرسي والآخر لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية قائد حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة, حيث يرفع الرجلان أيديهما المتشابكة معا في تحية لفجر إقليمي جديد بينما تقبع الأهرامات المصرية في خلفية اللوحة, قائلة إن فحوى هذه اللوحة هي أن مصر الجديدة في ظل قيادة الإخوان المسلمين تعتبر حماس - التابعة في الأساس للجماعة - حليفا جديدا معتبرة إياها الممثل الشرعي لفلسطين.
وتابعت المجلة البريطانية..غير أن ابتسامات حكومة حماس التي علت نبرتها عقب إعلان مرسي رئيسا لمصر في يونيو الماضي ما لبثت أن انقلبت إلى وجوم وتقطيب ولاسيما بعد الزيارة الأخيرة لهنية للقاهرة والتي لم تتوج باللقاء المرتقب بين الأخير والرئيس المصري.
وأشارت المجلة إلى أن المسئولين في الجانب المصري يعزون التباطؤ في توثيق العلاقات مع حماس إلى فشل الأخيرة في كبح جماح الجماعات السلفية المسلحة المتواجدة في غزة, والتي تحارب القوات المسلحة المصرية في شبه جزيرة سيناء.
ولفتت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية إلى أن الوفد المكون من 20 رجلا من حماس - والذي تقدم بخطط ترمي إلى زيادة التعاون في مجال الكهرباء بين مصر وغزة, والإسراع في نقل الوقود الممنوح من دولة قطر, بالإضافة إلى تدشين منطقة تجارة حرة على الحدود المشتركة بين الجانبين - رجع من القاهرة بخفي حنين.
واعتبرت المجلة البريطانية أن الموقف المصري تجاه حماس لم يتغير كثيرا عما كان عليه قبل وصول الإخوان إلى الحكم, مستندة في ذلك إلى ما طالب به رئيس الوزراء المصري هشام قنديل قائد حركة حماس بالمصالحة مع أنداده الفلسطينيين والانضواء تحت قيادة محمود عباس الذي يرأس السلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله بالضفة الغربية مقرا لها, إذا ما أراد هنية تحسين العلاقات مع مصر.
وقالت المجلة البريطانية إن غزة تأثرت بالفعل بقدوم الإخوان إلى السلطة في مصر فمنذ توليه السلطة قام مرسي بما لم يقم به الرئيس المصري السابق حسني مبارك فيما يتعلق بالحد من سيل البضائع الداخلة إلى قطاع غزة عبر الأنفاق التي تربط بين سيناء والقطاع, والتي أسهمت بشكل كبير في كسر حدة الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة عام 2007.
ورأت المجلة أنه لو كانت سيناء أكثر استقرارا عما هي عليه الآن لربما كان الموقف المصري الجديد تجاه حماس أكثر ودية, مشيرة إلى أن مرسي حاول التودد إلى السلفيين بوساطة قادة القبائل السيناوية غير أنهم ردوا بقتل قادة القبائل وبشن هجمات ضد قوات من حرس الحدود المصرية في شمال سيناء, بالإضافة إلى الهجوم على قوات حفظ السلام المتواجدة في سيناء, ولم يكتفوا بذلك بل ورفعوا راية الجهاد السوداء على الأرض.
واختتمت المجلة البريطانية تعليقها بالإشارة إلى أن حماس من جانبها تسعى إلى السيطرة على الجماعات السلفية المسلحة الموجودة في غزة; حيث ألقت القبض على العشرات من عناصرها وقامت بالتحقيق معهم, غير أنها تخشى من أن يؤدي الإفراط في هذا التوجه إلى شق وحدة الصف داخل الحركة, لاسيما وأن ثمة روابط أسرية بين أفراد الحركة وعدد من تلك العائلات السلفية.
إرسال تعليق