بقلم - حماده عوضين :
مما لا شك فيه أن نصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم – تكون باتباع سنته والعمل الجاد من أجل رفعة وتنمية هذه الأمة.
ولابد أن نعلم جميعا أن الصراع بين الحق والباطل سيستمر إلى يوم الدين، وسيأخذ أشكالا عديدة، وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم في الفترة المكية بالشاعر، وبالساحر ووصموه بالجنون، ولكن الله تعالى نصر نبيه صلى الله عليه وسلم، كيف لا وهو الذي أواه، وهداه، وأغناه، ورفع ذكره في العالمين، وإن تخاذل المسلمون ولم ينصروه فالله تعالى هو ناصره، قال الله تعالى: "إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا، فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"سورة التوبة، وهو سبحانه وتعالى هو الذي يحفظ هذا الدين، فلا نقلق من شدة الهجوم، وقوة الصراع، بل لا بد أن نبحث عن الطرق السليمة والأساليب المشروعة لكيفية الدفاع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونأخذ على يد من يسيء إلى أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم بأفعال لا ترضي الله تعالى، ونسأل أنفسنا هل نصرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا؟
خاصة وأن الأمة الإسلامية لازالت ترابط عند حدود الانفعال,غافلة عن حقيقة رسالتها الحضارية , وما تفرضه الخيرية و الاصطفاء من تكاليف و أعباء . وهذا التقصير الذي تئن الأمة اليوم تحت وطأته يُحيلنا على ما يعانيه العقل المسلم من تصدعات ورضوض و سيادة للنظرة الجزئية التي تحد من الإدراك الواعي لصميم المشكلة.
وانا وأنت ندرك ما أصاب بعض المسلمين بالقلق بسبب الكذب المتعمد، و الهجوم القوي، والإساءة المستمرة الموجهة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مرة منذ عشرين عاما تقريبا بطبع ونشر كتاب آيات شيطانية في إنجلترا والذي يهاجم الرسول صلى الله عليه وسلم على يد كاتب مغمور، وأخرى بنشر رسوم مسيئة في الدنمارك لرسام فاشل يبحث عن الشهرة، وهذه الأيام بإنتاج فيلم في أمريكا يكذب ويهاجم ويشوه صورة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخيرا بنشر رسوم مسيئة مرة أخرى بجريدة فرنسية فاشلة.
وبعض المسلمين قام بردود أفعال طيبة و مدروسة للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنشر سيرته بعدة لغات، وبيان عقيدته وشخصيته وأخلاقه، والدعوة لاتباع سنته.
وبعض المسلمين من الذين يسهل استفزازهم دائما، قاموا بردود أفعال انفعالية غير مدروسة استغلها الإعلام المعادي الذي يترصد لتشويه المسلمين، ويستغل الأحداث ويوجه المظاهرات التي بدأت سلمية ومنظمة في بعض البلاد ضد السفارات الأمريكية، وانتهت بأحداث مأساوية في بعض البلاد، وللأسف لم يعلم هؤلاء ماذا يدبر للمسلمين، وكيف يحيك الأعداء المؤامرات لتشويه صورة المسلمين، فقد تم تغييب مقدمات الأحداث عن العالم، وإظهار الحوادث المأساوية والمظاهرات الدموية التي أصابت وقتلت بعض المستأمنين من رجال السفارات الأبرياء!
وقد تكون هذه الحماسة بسبب القلق من شدة الهجوم، وعدم المعرفة بكيفية نصرة الدين و النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، وأيضا بسبب قوة الضربات التي توجه للمسلمين، فخطط الأعداء لمنع المسلمين من التقدم أو السير في طريق الإصلاح، قوية، وتتغير وتتطور، ولا ينتبه لها المسلمون، فالأعداء يوجهون ضربات جديدة بأساليب منوعة وحديثة، خاصة بعد أن بدأت الصحوة الإسلامية تؤتي أكلها، وحصلت اليقظة العربية ضد الظلم، وبدأت الحرية تعود والعدل بدأ يسود، مع تنشيط حركة التصحيح، وبداية التغيير للأفضل، وظهرت مشروعات للتنمية والنهضة، فلا بد من عرقلة وتأخير هذه المشروعات الجادة ليظل المسلمون متأخرين.
إرسال تعليق