روما - المحمدى عوضين :
قال رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلسكوني في مؤتمر صحافي إنه لن يترشح مجددا لمنصب رئاسة الوزراء في الانتخابات المقررة في نيسان/ ابريل المقبل، إلا أنه لم يستبعد تولي منصب سياسي كبير للعمل على إصلاح النظام القضائي حسب تعبيره.
يأتي قرار برلسكوني بعد أن قضت محكمة إيطالية بسجنه اربع سنوات لتهربه من الضرائب.
ورد سيلفيو برلسكوني على الحكم الصادر بسجنه من إحدي المحاكم الإيطالية أربع سنوات بتهمة التهرب من الضرائب، قائلا "إن هذه ليست ديمقراطية، والقضاة من بلد غير متحضر".
ورفض برلسكوني الاستسلام لحكم القضاء مع تخفيض الحكم إلى سنة واحدة طبقا للمادة الأولى من قانون العفو المرقم 241 لسنة 2006، فضلا عن حظر توليه مناصب عامة لمدة خمس سنوات في قضية بيع حقوق البث التلفزيوني لمجموعة "ميدياست".
ومن جهتها، انتقدت قوى يسار الوسط الإيطالى تهديدات بيرلسكونى بسحب دعم تكتل يمين الوسط الذى يتزعمه لحكومة ماريو مونتى التقنوقراطية بزعم استمرار حالة الركود الاقتصادى الذى لا ينبئ بمخرج قريب للأزمة المالية فى إيطاليا، مشيرة إلي أن برلسكونى لا يهمه مصلحة البلاد، ويربط بين الحكم القضائى النزيه وبين دعم تكتل يمين الوسط لحكومة مونتى.
وأشارت إلى أن برلسكوني يهدف إلى إثارة أزمة سياسية قبل ستة أشهر من موعد إجراء الانتخابات التشريعية المقررة بداية الربيع القادم فى إيطاليا
ومن جانبها، أعربت الرابطة الوطنية للقضاة الإيطاليين عن رفضها للاتهامات التى أطلقها برلسكوني بحقهم إثر صدور الحكم بسجنه.
وأكدت الرابطة رفضها الشديد للهجمات والإهانات التي أطلقها برلسكوني، وقال رئيس الرابطة القاضي رودولفو سابيللي "من غير المقبول على الإطلاق الحديث عن حكم قضائي بأنه سياسي وهمجي، معربا عن تضامنه مع القضاة الذي تعرضوا للإساءة".
وكان برلسكوني قد فجر غضبه من الحكم الصادر ضده، قائلا "إن الحكم غير معقول ويأتي بدافع استخدام العدالة لأغراض تتعلق بالصراع السياسي، مشددا على أنه ليس هناك إرتباط وبشكل مطلق بين حكم اليوم مع ما قررته في الأيام الأخيرة من عدم الترشح لرئاسة الحكومة" وكنت على يقين بنيل البراءة من تهمة لا صلة لها بالواقع".
ويسلط تهديد رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلسكوني باسقاط الحكومة الايطالية الاضواء على الانقسامات العميقة في حزبه المنتمي الى يمين الوسط قبل انتخابات العام المقبل ويهدد باثارة القلق في الأسواق التي ترى في رئيس الوزراء ماريو مونتي المنقذ لايطاليا.
وجه برلسكوني هذا التهديد غير المتوقع يوم السبت في وقت كان لا يزال فيه يستشيط غضبا بسبب ادانته قبل 24 ساعة بتهمة التهرب من الضرائب والحكم عليه بعقوبة السجن لمدة أربع سنوات لن يضطر لتنفيذها قبل استنفاد جميع الطعون.
وفي مؤتمر صحفي دعا اليه على عجل هاجم القضاة الذين أدانوه واصفا اياهم بانهم جزء من طبقة من "طغاة" اليساريين وهو اتهام لاذع كان قد وجهه كثيرا من قبل.
لكنه ركز بعد ذلك على سياسات رئيس الوزراء ماريو مونتي الاقتصادية.
وقال "يجب ان نعترف بحقيقة ان مبادرة هذه الحكومة هي استمرار الركود المتزايد في اقتصادنا. سنقرر بالتعاون مع شركائي في غضون الايام القليلة القادمة ما اذا كان من الافضل سحب الثقة في هذه الحكومة على الفور أم تركها في ظل الانتخابات المقررة."
وقبل ذلك بثلاثة أيام فقط عندما أعلن انه لن يترشح لرئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة في ابريل نيسان قال برلسكوني ان حكومة مونتي "فعلت الكثير" وتسير "عموما" في الاتجاه الصحيح.
وتحظى حكومة مونتي من التكنوقراط غير المنتخبين بتأييد يسار الوسط ويمين الوسط والوسط. وستفقد الحكومة الاغلبية ويتعين عليها ان تستقيل اذا سحب الكثير من حزب شعب الحرية الذي ينتمي اليه برلسكوني تأييدهم لها.
واثارت إمكانية انهيار الحكومة قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل نيسان المقبل الذعر بين المعلقين الماليين والسياسيين الذين يشعرون بالقلق من رد فعل السوق.
وقال ستيفانو فولي رئيس تحرير ايل سول 24 اوري ابرز صحيفة اقتصادية في ايطاليا "ستكون الأضرار هائلة.. أضرار فيما يتعلق بعصب السياسية والقلق الدولي وتهديدات لقانون الاستقرار (الميزانية السنوية) وضعف الثقة بشكل عام".
ومضى مونتي قدما في زيادات مؤلمة للضرائب وخفض الانفاق واصلاح نظام التقاعد لخفض الدين العام الذي بلغ 126 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي وفقا لصندوق النقد الدولي.
وارتفع معدل البطالة في ايطاليا الى 10.7 في المئة وهو أعلى مستوى منذ بدء تسجيل المعدلات الشهرية في عام 2004 ودخلت نقابات العمال في صراعات مع الشركات بشأن عمليات الاغلاق وتسريح العمال.
وقال نيكولاس سبيرو رئيس شركة سبيرو سوفرين استراتيجي في لندن "تطل المخاطر
السياسية الايطالية بوجهها القبيح مرة أخرى" مضيفا "يعلم برلسكوني أنه لا يستطيع العودة إلى الواجهة السياسية لذلك فانه بدلا من ذلك يستغل بشكل انتهازي عدم الاستقرار السياسي المزمن في ايطاليا والأكثر إزعاجا سياسات إدارة الأزمات التي تقودها المانيا في منطقة اليورو في محاولة لتعزيز الشعبية المتراجعة لحزب يمين الوسط الذي ينتمي اليه."
وفي مؤتمره الصحفي الطويل يوم السبت هاجم برلسكوني (76 عاما) مونتي متهما ايا بالركوع امام ما أسماه "هيمنة" ألمانية في القضايا الاقتصادية الأوروبية.
وقال سبيرو "هذه أسابيع حاسمة لمنطقة اليورو ويمكن الا تتحمل ايطاليا المزيد من عدم اليقين السياسي في وقت تسعى فيه لاظهار ان الوضع فيها افضل من المشاكل في اسبانيا".
إرسال تعليق