دمشق (ا ف ب)
- حاول الجيش النظامي السوري الاحد استعادة مواقع سيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة في شمال البلاد، في حين استمر تصاعد التوتر بين دمشق وانقرة مع اعلان تركيا غلق مجالها الجوي امام الطائرات المدنية السورية.
ميدانيا قال ناشطون ومنظمات غير حكومية ان المعارضة المسلحة كثفت هجماتها رغم اختلال التوازن من ناحية التسليح، مسببة خسائر كبيرة للجيش الحكومي واستولت على قواعد عسكرية للتزود بالذخائر.
واضيف الى هذا النزاع المسلح الذي بدأ باحتجاجات سلمية في آذار/مارس 2011 تحولت الى معارضة مسلحة بعد قمعها، توتر متزايد بين سوريا وتركيا التي تدعم المعارضة المسلحة وسبق ان هددت سوريا بالرد على اي قذائف تستهدفها عبر الحدود.
وفي مؤشر على تدهور الازمة بين البلدين اغلقت انقرة مجالها الجوي امام رحلات الطيران المدني السوري، بحسب ما اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو وذلك بعد ان قررت دمشق السبت منع طائرات الخطوط التركية من التحليق فوق ترابها.
ورفض داود اوغلو دعوة دمشق الى اجراء حوار ثنائي للسيطرة على التوتر على الحدود.
وزاد تدهور العلاقات بين البلدين الحليفين سابقا، خصوصا بعد مقتل خمسة مدنيين اتراك في 3 تشرين الاول/اكتوبر بقذائف اطلقت من الاراضي السورية وبعد اعتراض تركيا مساء الاربعاء طائرة سورية مدنية قالت تركيا انها تنقل اسلحة روسية الامر الذي نفته روسيا وسوريا.
وبحث القادة الاتراك السبت مع المبعوث الدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي "ضرورة البحث بشكل ملح عن وسيلة لانهاء حمام الدم " في سوريا مؤكدين "الانعكاسات الضارة للنزاع على المنطقة".
واجرى مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي، مباحثات الاحد في طهران، ابرز حلفاء سوريا، مع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي املا وضع حد للنزاع الذي اجبر 340 الف سوري على الفرار من بلادهم، بحسب الامم المتحدة.
وسلم صالحي الابراهيمي اقتراح طهران "المفصل المكتوب وغير الرسمي بهدف حل الازمة السورية"، كما ارسلته الى مصر والسعودية وتركيا، بحسب ما اورد تلفزيون الايراني.
وصرح الابراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع صالحي "نامل في جمع جميع هذه الافكار في مشروع لتخليص الشعب السوري من الكابوس الذي يعيشه"، مجددا دعوة الامين العام للامم المتحدة للحكومة السورية والمعارضة بوقف اطلاق النار.
ومساء الاحد، اجرى الابراهيمي لقاء مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد جدد خلاله الرئيس الايراني اقتراح طهران للمساعدة على حل الازمة السورية.
واعلن احمدي نجاد بحسب موقع الرئاسة الايرانية ان ايران "مستعدة للتعاون وتقديم المساعدة كي يتمكن الشعب السوري من ان يعيش الهدوء والامن".
وقال الرئيس الايراني للدبلوماسي الجزائري ان "الرعب في سوريا ينشر عدم الاستقرار في كل المنطقة ومحاولات كسر سوريا ستجر عقودا من عدم الاستقرار في المنطقة بسبب التركيبة الطائفية للبلاد"، وفق المصدر نفسه.
واضاف احمدي نجاد "الحل لتحسين الوضع في سوريا هو، لكل الاطراف، التوجه نحو مخرج بهدوء وامن، ما سيسمح بالخروج من الازمة". واكد ان "احدا لا يجب ان يحاول فرض رأيه على الاخرين وعلى الشعب السوري التمكن من التعبير عن رأيه عبر انتخابات حرة بالكامل. العالم كله يجب ان يحترم خيار الشعب السوري".
كما التقى وزارء خارجية الاتحاد الاوروبي مساء الاحد في لوكسمبورغ نظيرهم الروسي سيرغي لافروف سعيا لايجاد ارضية تفاهم عشية تبني الاتحاد عقوبات اضافية على النظام السوري والبرنامج النووي الايراني.
وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة كان "مفتوحا جدا، صريحا ووديا". وتناول البحث المسائل الثنائية والدولية "خصوصا سوريا وايران".
وصرح وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي على هامش لقاء على العشاء مع لافروف "لا يحق لنا التخلي عن البحث عن حلول مشتركة بشأن المسائل الدولية، حتى لو كان ذلك صعبا جدا في الوقت الراهن مع النزاع السوري".
وخلفت اعمال العنف الاحد 130 قتيلا بينهم 79 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يقول ان 33 الف قتيل سقطوا في هذا النزاع منذ آذار/مارس 2011.
وشن الجيش النظامي هجوما مضادا في شمال البلاد لاستعادة مواقع استولى عليها المسلحون المعارضون وصد هجوما لهؤلاء على اهم قاعدة عسكرية في محافظة ادلب، بحسب المرصد.
والقت طائرات حربية قنابل في معرة النعمان التي سيطر عليها المسلحون المعارضون قبل اسبوع. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس فيها مدنيا قصم جسده بفعل غارة وبدت جثته غارقة في الدم.
وقال شخص في المكان "انظروا ماذا يفعل النظام بشعبه (..) تعال وانظر الاخضر الابراهيمي" في حين تم جمع اجزاء الجثة في كيس قمامة.
وباستيلائهم على هذه المدينة التي تربط حلب بالعاصمة تمكن المعارضون المسلحون من عرقلة وصول تعزيزات عسكرية الى حلب التي تشهد منذ منتصف تموز/يوليو معارك ضارية.
ومن شان قطع هذه الطريق اضعاف الجيش السوري الذي يواجه علاوة على ذلك مقاتلين معارضين على عدة جبهات في البلاد.
وفي شرق معرة النعمان تجري معارك في محيط قاعدة وادي الضيف الهامة التي تحوي خزانات وقود ودبابات وعدد كبير من الجنود، بحسب المرصد.
وقال المرصد "تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف للقوات النظامية".
والى الشمال قرب مدينة سراقب انسحب الجيش من حاجز استراتيجي على طريق حلب. وتمكن المسلحون المعارضون من اسر ثلاثة ضباط في جسر الشغور (محافظة ادلب) حيث كانوا اسروا 256 جنديا الاسبوع الماضي، بحسب المصدر ذاته.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش طيران الجيش السوري بانه قام في هذه المحافظة كما في اماكن اخرى، بالقاء قنابل عنقودية معربا عن قلقه من اشرطة فيديو بثت على الانترنت تظهر مدنيين يلمسون ذخائر من هذا النوع لم تنفجر "معرضين حياتهم للخطر".
واستولى المعارضون المسلحون السبت على قاعدتين في محافظة حمص (وسط) ودمشق قبل ان يخسروا هذه الاخيرة الاحد.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد "الاهم هو الاسلحة والذخيرة التي يستحوذون عليها جراء الهجوم".
ويرى محللون ان التفوق العسكري وخصوصا الجوي للجيش السوري لم يعد محددا لان قواته تاثرت معنوياتها بعد 19 شهرا من الانتفاضة وما تخللها من انشقاقات.
ولكن في قلب مدينة حلب استعاد الجيش السوري السيطرة التامة على الجامع الاموي الذي كان معارضون استولوا عليه جزئيا السبت.
وعثر على عشرات الجثث لمسلحين معارضين على الارجح، في جنوب غرب دمشق في منطقة كانت شهدت معارك في الاونة الاخيرة، بحسب المرصد.
إرسال تعليق