Home » » د. اسماعيل حامد يكتب:اقرأ رسائلنا ياعزيزى الرئيس

د. اسماعيل حامد يكتب:اقرأ رسائلنا ياعزيزى الرئيس

رئيس التحرير : Unknown on الخميس، 20 ديسمبر 2012 | 7:00 ص


د. اسماعيل حامد يكتب:
اقرأ رسائلنا ياعزيزى الرئيس

الكتاب الجماعى "رسائل الى الرئيس" الصادر عن دار نشر طنطا بوك هاوس والذى كان لى الشرف أن أكون واحدا ممن يوجهون رسالة خاصة الى رئيس الجمهورية.. رسالة تحمل بين سطورها أمنيات ومطالب وحقوق مستحقة من رئيس الجمهورية تجاه المواطنين.

المدهش أن الكتاب حمل رسائله لرئيس مجهول , حيث كتب تقريبا فى أثناء فترة انتخابات الرئاسة وقد انتظر مصمم الغلاف الفنان عمرو الحو نتيجة الانتخابات الرئاسية ليضع صورة الرئيس لتكون معبرة الى أقصى حد عن مكنونات الكتاب حيث وضع صورته منهمكا فى رسائل الشباب يقرأها بصبر وبصيرة يستشف منها مطالبهم وتطلعاتهم لمستقبل أفضل.

يذكر أنه قد حدث خطأ فنيا أدى الى تأخر صدور الكتاب حتى أننى ربما ظننت للحظات أن الرئيس مرسى ربما يغادر كرسيه ويترك قصر الرئاسة قبل أن يقرأ رسائلنا الموجهة مباشرة الى شخصه, ولكن بفضل الله خرج الكتاب للنور فى أبهى صورة.

مازلت أحلم أن يقرأ الرئيس مرسى ولو رسالة واحدة من رسائل الكتاب, ربما يقع الكتاب تحت يديه صدفة أو ربما يزج به أحدهم بين طيات أوراقه, ربما يدخله مستشار الرئاسة أو السكرتير الشخصى للرئيس بين أوراق مهمة لأنه بحق لا يقل فى أهميته عنها .. ربما.

هذا جزء من رسالتى الى رئيس الجمهورية قد صغتها فى قصة قصيرة ربما تكون أشد تعبيرا ووقعا من رسالة موجهة بطريقة مباشرة وكما يقولون "الحدق يفهم"

عتاب أسرى

ملك القوم بجبروته .. واستعبد الحارة المسكينة .. الحارة التى جعلته ملكها وحاكمها .. انكر هذا الجميل كالقطط .. والقطط منه بريئة .. يقولون أن الحارة جعلته حاكما لها رغم عنها تفاديا لقسوته وبطشة يده .. وهناك ايضا الوصوليون المنتفعون المداهنون المنافقون.. يفغر فاه البغيض الذى ينم عن أسنان قبيحة عندما يسمع ثناء لا يستحقه من لسان جلب على النفاق وحب الرياء.. وكأنه يعيش فى انعزال تام عن رعيته.. هناك من يقول له أن أهل الحاره يسبحون بحمده فظن نفسه اله منزه عن المحاكمة والنقض والجدال.

كانت يده تبطش.. ونبوته يفرق .. وصيحته ترعب وتزلزل .. القتل شريعته.. والهلاك لمن سولت له نفسه أن يرفع صوته أو حتى يفكر فى أمر كهذا .. واستفحل الداء وظن أنه ناج ولكن هيهات.

وعلى خطى كل من سبقوه فى ادراة الحارة.. بدء يعد ابنه الساذج المتغطرس ليكون شر خليفة لشر خلق الله .. ولما لا يفعل هذا وقد ظن أن الحارة ارثه الذى ورثه عن اجداده العظام.. مع أن تاريخه لا يحفل بأى عظمة أو مجد ولا يذكر أنه ينحدر من سلالة الكبار.. ومن هنا دق بيده المسمار الاخير فى نعشه.

ان كان يظن أن دولة الظلم ساعة .. فدولة العدل الى قيام الساعة.. ان كان يظن أنه السيد والفرعون .. فلا عبيد الا لرب العباد.. نسى نفسه فأنسته الدنيا كل شئ وجاءت نهايته على يد من يظن أنه منجيه .. جاء مصيره على يد ابنه الحيلة.

عندما طعن فى السن انعزل تماما عن أخبار الحارة .. كانت لا تأتيه الا الأخبار السعيدة وأن الجميع يعيشون فى سرور ورغد.. وتولى ابنه كل شئ والادارة الكاملة مؤيدا بأصدقاء السوء من المنتفعين والفاسدين .. ومؤيدا أيضا من أمه – زوجة الفتوة – التى لا تريد أن تخرج الفتونة والنبوت من هذا البيت العريق .. نست تاريخها بنت بائعة الخضار.. ابنة الحانوتى.. الذى استغل الأموات قبل الأحياء.. ولكن النسيان نعمة.

فشى الفساد حتى ان القوارض التى تلهث وراء أكوام الزبالة قد نفرت وهاجرت الحارة لأن الرائحة العطنة قد أصمت أنوفها .. فرائحة الفساد أقوى وأنفذ من رائحة القمامة.. وظن هؤلاء أن الحارة أصبحت محكمة بقبضة من حديد.. وزادت نسبة الاتاوة.. بل وزاد وضع اليد الاجبارى على كل أرض تشتهيها نفس القتوة الصغير.. بل وزاد بطشه الخاص بكل ما يمر بطريقه من جماد وحيوان وانسان.. بل لم يرحم الاطفال الصغار الضعاف ولم تك عنده المروءة التى تجعله يرأف بالنساء والولايا.. استباح الدماء وهتك الاعراض وتعالى فى الأرض ومشى فيها فسادا.

ولكن من رحم المأساه يولد الأمل.. ولد شباب لا يرضيهم هذه الذلة والمهانة.. شباب لا يتهاون فى حق من حقوق الله.. فدبروا مكيدتهم حتى عصفوا بالحاكم وابنه وقاموا بمسيرة حاشدة تضم فى اتجاهها الكبير والصغير.. الطفل والشيخ والنساء.. مقصدهم واحد وهو قصر الظلم.

ظن الحاكم أن قواته المخوخة تستطيع أن تردع هؤلاء وتحميه وتحمى ممتلكاته وارثه الزائل .. ولكن خذلته تلك القوات بعد معارك طاحنة استخدمت فيها كل وسائل التعذيب والتنكيل.. ولكن النصر كان من نصيب الارادة الشعبية التى قالت لا .. بعدما ضاع الكثيرون ولم تعد أنهار الدماء تحتمل فيضانا اكثر .. وعندما أيقن أن الخطة محكمة وأنه هالك لا محالة.. وبدهاء الثعالب ودموع التماسيح أخذ يستعطف القلوب الرحيمة التى أذاقها مر القسوة والوعيد ولكنها لم ترأف به كما لم يرأف بها من قبل.. وتم حبسه فى بيته.. لا يخرج منه حتى يموت جوعا .. بدلا من أن يشنق وتتدلى رقبته من مقصلة فى ميدان عام هو وابنه وزوجته .. وعندما هدأت الأنوار.. وزحف الليل .. وساد الظلام.. كان هذا العتاب الأسرى.
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق