Home » » أولوند: الاستعمار الفرنسي للجزائر "وحشي"

أولوند: الاستعمار الفرنسي للجزائر "وحشي"

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 21 ديسمبر 2012 | 9:13 ص



 (رويترز) - اعترف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند يوم الخميس بأن استعمار فرنسا للجزائر كان "وحشيا وظالما" لكنه لم يقدم اعتذارا للدولة التي تعتبرها باريس شريكا تجاريا رئيسيا.

ومع تعثر الاقتصاد الفرنسي يأمل أولوند ألا تؤدي زيارته للجزائر إلى تقوية العلاقات التجارية فقط وإنما أيضا إلى تحسين التعاون الأمني حيث تضغط باريس من أجل التدخل ضد إسلاميين سيطروا على شمال مالي.

والجزائر التي تقدر احتياطياتها النفطية بحوالي 12 مليار برميل أكبر دولة ناطقة بالفرنسية في العالم من الناحية الجغرافية لكن التجارة السنوية مع القوة الاستعمارية السابقة تبلغ عشرة مليارات يورو فقط.

ومن المرجح أن تخضع تعليقات أولوند بشأن الحرب الجزائرية التي دارت رحاها بين عامي 1954 و1962 وانتهت باستقلال الجزائر وانسحاب فرنسا لتحليل دقيق بحثا عن علامات على أنها قد تساعد على إنهاء الاستياء بخصوص الحرب بين البلدين وهو تركة تعرقل شراكة تجارية بينهما.

وقال أولوند أمام البرلمان الجزائري في اليوم الثاني من زيارته "على مدى 132 عاما تعرضت الجزائر لنظام وحشي وظالم.. ألا وهو الاستعمار. أعترف بالمعاناة التي سببها."

وحاول أولوند أن يتبنى نهجا أكثر تصالحا من موقف سلفه المحافظ نيكولا ساركوزي الذي اعتبره الجزائريون معاديا لبلدهم بسبب ما اعتبروها سياسات مشددة تجاه الهجرة.

وقال أولوند "نحترم الذكريات.. كل الذكريات. يجب الاعتراف بحقيقة العنف والمظالم والمذابح والتعذيب" .

لكن هامش المناورة أمام أولوند (58 عاما) محدود. فتقديم اعتذار رسمي عن ماضي فرنسا الاستعماري قضية حساسة إذ أن الكثيرين من الفرنسيين الذين عاشوا في الجزائر قبل الاستقلال وحاربوا في صفوف الجيش ضد المقاومة الجزائرية يعارضون ذلك كما يعارضه مسلمون متطوعون موالون لفرنسا يعرفون باسم الحركيين.

وقال "لا أنسى فرنسيو الجزائر" داعيا بإتاحة سجلات البلدين لكشف حقيقة تلك الفترة. ولم يشر إلى الحركيين.

وكان أولوند قال في عام 2006 حيث كان زعيما للحزب الاشتراكي إنه ينبغي لفرنسا الاعتذار للشعب الجزائري لكنه ذهب يوم الخميس فيما يبدو إلى أبعد مدى شعر أن بمقدوره الوصول إليه.

وقال المحلل السياسي الجزائري فريد فراحي إن زيارة أولوند سبقها قدر كبير من الضجيج لكنها لم تقدم كل ما كان مأمولا منها.

وقال فراحي "تطبيع العلاقات مع فرنسا لن يتحقق بزيارة واحدة."

وجاء الخطاب بعد يوم من استقبال آلاف الجزائريين لأولوند عند وصوله إلى العاصمة الجزائرية. ودعا إلى شراكة بين الدولتين تقوم على أساس المساواة لكنه قال إنه لم يأت "لإبداء الندم أو الاعتذار".

وكان ساركوزي سعى إلى إعادة النظر في الترتيبات التفضيلية الخاصة بإصدار التأشيرات والتي يستفيد منها آلاف الجزائريين كل عام وهي سياسة قال كثيرون إنها لم تسفر سوى عن تعميق الاستياء تجاه فرنسا في الضواحي المليئة بالمهاجرين.

وأحد التعهدات التي قدمها أولوند هو القطيعة مع سياسات ساركوزي المتعلقة بالهجرة والأمن التي لاقت انتقادات من المسلمين في فرنسا البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة وكثيرين منهم من أصول جزائرية.

وقال أولوند إنه يريد تيسير الأمر على الجزائريين والفرنسيين في السفر بين البلدين.

وقال "طلب الحصول على تأشيرة يجب ألا يكون مليئا بالعقبات أو مهينا."

ويعيش ما يقرب من 700 ألف جزائري في فرنسا وتصدر السلطات الفرنسية نحو 200 ألف تأشيرة لجزائريين سنويا.

وقال العربي زواق الكاتب في صحيفة الأخبار الجزائرية اليومية "خطاب أولوند يظهر أن فرنسا تسعى وراء مصالحها الاقتصادية. لا شيء آخر."

وقال أولوند الذي رافقه في زيارته مسؤولون كبار في بعض الشركات الفرنسية الكبرى إن شركة رينو وافقت على بناء مصنع لإنتاج نحو 75 ألف سيارة سنويا لكن لم يتم توقيع أي عقود كبيرة أخرى أثناء الزيارة.

ومع تنويع الجزائر لاقتصادها قلصت الصين وأسبانيا وإيطاليا حصة فرنسا في السوق.

وقال أولوند "يجب أن تدخل الجزائر وفرنسا مرحلة جديدة نزيد فيها التبادل والاستثمارات. يجب أن نواجه تحدي البطالة لاسيما بين الشباب."
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق