مع الأحداث اليومية والضغوط الحياتية، أصبحت مشاعر الكثيرين مثل الجليد، فالإحساس بالأخرين محفوظ فى الثلاجة، إذا أردت أن تلاحظ هذه الحقيقة عن قرب ،إذهب إلى جنازة احد المتوفين ، تلاحظ مراسم تنتهى بعملية الدفن ، فالإحساس بالعظة من الموت والتأمل والتأثر كأنه شبئ عادى، فهناك تناسى للحظة التى سوف نقبر نحن أيضا فيها ، التى لن يفلت أحد منا منها ، ولنسأل الله أن يرضى عنا ويرحمنا ويرحم جميع موتانا ، فالنرحم أنفسنا ونتراحم مع الآخرين.
لا تستغرب من ذلك ، هذه الأيام تجد الفرح والمأتم فى نفس المنزل ، حتى الشعور بالفرح إنعدم ، فى إعتقادى الشخصى أن الشعور بالحزن والفرح لا يختلفان فى كونهما مشاعر لدينا بالفطرة ، فالأختلاف يجعلنا نشعر بطعم كل منهما .
فالمجتمع لم يعد يحافظ على قيمه وعاداته كما كان فى الماضى، لم تعد ثقافة المشاركة الوجدانية فى حياتنا، حتى الريف بكل أسف أصبح يفتقد إلى هذه المشاركات التى كانت بين أهله فى الماضى.
حسبما أرى ................ وجود تصدع فى العلاقات الإنسانية ، ولهث الجميع وراء لقمة العيش ، افقد الكثيرين كيفية الإحساس بمتعة الحياة والإستمتاع بأوقاتهم ، من هنا وصل الجليد فيها لمرحلة الكثبان ، التراكمات تزيد من موت الشعور باللآخرين .
يا سادة يا كرام إذابة هذه الكثبان أصبحت ضرورة ، لابد من أن نعيد إحياء الشعور ببعضنا البعض ، نفرح لفرح غيرنا ونحزن لحزن غيرنا ، نحافظ على مشاعر الجار ، هذة المشاركة الوجدانية نحن نحتاج إليها فكما نقدمها لغيرنا ترد إلينا ، فى لحظات نكون فيها فى أمس الحاجة إليها.
ليتنا نعلمها لأبناءنا حتى لا يأتـى علينا وقت مفتقدها منهم ولا تمد أيديهم إلينا ، لنصلح ما بقى فينا ونزرع الخير فى الأجيال القادمة.
إرسال تعليق