بقلم حسنى الجندى
مما لاشك فية ان التاريخ سيقف كثيرا امام الاحداث التى مرت بها مصر منذ اندلاع ثورة 1952 وحتى ثورة 25 يناير 2011 وسيتم عقد مقارنة بين العهود الثلاثة وخاصة السلبيات والنتائج التى ترتبت عليها ونحن نجد ان فترة حكم جمال عبد الناصر الذى قاد ثورة 23 يوليو 1952 و استطاع فيها ان يغير نظام الحكم فى مصر من حكم ملكى الى حكم جمهورى وان يحقق العديد من المكاسب لابناء الشعب المصرى علاوة على انجازة الهائل ببناء السد العالى وتحديد الملكيات العامة ومصادرة الاقطاعيات الشاسعة لتوزيعها على افراد هذا الوطن بالتساوى وبالعدل نجد ان ذلك تم بالتزامن مع تبنية مشروع وطنى قومى عربى هدد به الدول الغربية وامريكا واسرائيل فقد اسس جمال عبد الناصر لفكرة القومية العربية فى اطاردمج الدول العربية كلها فى اتحاد واحد لتكوين دولة عربية موحدة وقد بذل فى سبيل تحقيق هذا الهدف جهودا مضنية وكان قد اوشك على تحقيق فكرتة وهدفة الا ان الدول الغربية وامريكا لم يهملوة فتامروا علية بعدوان سنة 1956 وحاولوا احتلال مدن القناة الا ان ابناء بور سعيد الابطال وابناء مصر وقفوا سدا منيعا امام جيوش بريطانيا وفرنسا واسرائيل وطردوهم شر طردة خارج البلاد ثم كانت حرب 5 يونية سنة 1967 و التى تمكنت فيها اسرائيل من احتلال سيناء والجولان السورية ضف الى ذلك المؤمرات الى كانت تحاك هنا وهناك علاوة على هموم الشعب المصرى ومتطلباتة كل هذا لم يثنية عن المضى قدما فى تحقيق الهدف المنشود ولكنة مات وهو يكافح من اجل حل الصراع الذى نشب بين الفلسطينين والاردن فاصيب بذبحة قلبية اودت بحياتة ولكن مشروع وفكرة القومية العربية لم تمت وحتى الان ما زال العديد من الوطنين يحلمون باليوم الذى يتم فية تحقيق الوحدة وعندما تولى الرئيس محمد انور السادات الحكم لم يكن امامة سوى مشروعا واحد ا الا وهو طرد العدوان الاسرائيلى من الاراضى المصرية واستعادة ارض سيناء من المحتل الغاصب و قد كرس كل وقتة وجهدة من اجل استعادة الارض المحتلة فكانت معارك اكتوبر المجيدة التى فيها اجتاح الجيش المصرى قناة السويس وخط بارليف وافقد اسرائيل توازنها فى خلال 6ساعات فقط واعطى لاسرائيل درسا لن ينسوة طوال حياتهم وعمل السادات على مشروعة وحققة وبدا يدخل فى مرحلة البناء الحقيقى للدولة المصرية ولكن الايادى الاثمة انهت حياتة وهو يحتفل بانتصارات اكتوبر العظيمة التى غيرت مجرى التاريخ العسكرى واضافت تكتيكات وخطط لانظمة الحروب اصبحت تدرس فى الكليات والمعاهد العسكرية واكدت ان الفرد هو العامل الرئيسى فى الحروب اذا تم اعدادة الاعداد الجيد بالاضافة الى وجود خطط متقنة للتنفيذ على ارض المعركة وعنما مات السادات وتولى مبارك كانت الظروف كلها مهيئة لة لكى يبنى دولة قوية لاسيما انة انتهت الحروب واصبحنا فى حالة سلام واستقرار تام يسمح بالبناء والتنمية والاستثمار وحتى لا نكون متجاوزين فقد بدا فترة حكمة بجد ية وهمة ونشاط الى ان نبتت فكرة التوريث فى عقل ووجدان زوجتة سوزان ثابت التى استطاعت ان تهمش دورة نهائيا هى ووريثها بالاضافة الى سيطرتها على رئيس ديوان رئيس الجمهورية ورئيسى مجلس الشعب و الشورى ووزير الداخلية والدفاع وتمكنت من احكام قبضتها على الجميع بعد ان تركت لهم الدولة يسيرونها كيفما شاءوا واينما شاءوا واعطت القضاء مساحات واسعة وصلاحيات لتعيين ابناءهم فى سلك القضاء و كذا اساتذة الجامعات والاطباء والمستشاريين ووكلاء النيابة تركت لهم مشروع التوريث فورثوا ابناءهم واسرهم فى الداخلية والجيش والشرطة والنيابة والقضاء وباقى قطاعات الدولة واصبح مشروع التوريث هو هدفا وحلما لكل مصرى بان يعين ابنة فى ذات المصلحة او الوظيفة التى يعمل بها وهكذا تم الترويج لمشروع التوريث امام جمال مبارك وهكذا كانت اللحظات الفارقة من الحلم الذى لم يستكمل والذى وقف الشعب المصرى كلة فى مواجهتة لاسقاط الرئيس والغاء مشروع التوريث الذى تبخر على ايدى ثوار مصر والان اصبحت مصر تعانى المشكلات من جراء التوريث بعد ان استطاع اغلبية المسئولين بالدولة فى ان يورثوا الوظائف لابناءهم وشكلوا تكتلات يحاولون بها ان ينقضوا على الثورة ويعودوا بنا الى ما قبل 25 يناير واذا قلنا ان مشروع توريث الحكم كان هو السبب الرئيسى لقيام اغلبية الثورات فى الوطن العربى نكون قد قلنا الحقيقة المؤكدة التى لا تقبل الشك لان عدوى التوريث انتقلت من مصر الى باقى الدول العربية وهكذا مر تاريخ مصر بمرحلة تاريخية هامة ففى عهد عبد الناصر تم تخليد اسمة على صفحات التاريخ بانجازاتة التاريخية العظيمة وبالغاء الحكم الملكى الفاسد واقامة الجمهورية العربية المتحدة كما ان مرحلة السادات وضعت اسمة مع كبار القادة والزعماء فى العالم بعد الانتصارات العسكرية الفذة فى حرب 6 اكتوبر سنة 1973 الا ان مرحلة ال30 سنة التى حكمها مبارك فقد ضاعت معالمها بعد تفكيك القطاع العام وبيع المؤسسات والشركات و منح اسرائيل مميزات للحصول على الغاز المصرىو المياة واغتصاب ابار البترول فى المياة الدولية المصرية مما ادى لاجتياح طوفان الثورة لكل شوارع وميادين مصر واقاليمها لتقضى على احلام مبارك وزوجتة وابنة فى العودة الى عصر الملكية وتوريث الحكم
إرسال تعليق