(رويترز) - قال الرئيس المصري محمد مرسي يوم الأربعاء إن تعليقات لاذعة عن اليهود والصهيونيين أدلى بها قبل ثلاث سنوات اجتزئت من سياقها في توضيح لم يلب طلب الولايات المتحدة له بالتبرؤ من هذه التصريحات.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنها حصلت على فيديو لخطاب ألقاه مرسي عام 2010 حين كان عضوا قياديا في جماعة الإخوان المسلمين التي كانت في المعارضة حث فيه المصريين على إرضاع أبنائهم وأحفادهم "كراهية اليهود والصهاينة".
وأضافت الصحيفة أن مرسي وصف في مقابلة تلفزيونية بعد ذلك بشهور الصهيونيين بأنهم "مصاصي الدماء.. مشعلي الحروب.. أحفاد القردة والخنازير."
وشاهدت رويترز تعليقات مرسي الأخيرة على موقع يوتيوب.
وقال المتحدث الرئاسي المصري ياسر علي إن مرسي أبلغ وفدا زائرا من مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الاربعاء "بضرورة وضع التصريحات في السياق الذي قيلت فيه."
وأضاف إن السياق هو "العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة" في إشارة فيما يبدو إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع عامي 2008 و2009.
وتبدو تصريحات مرسي مناقضة للصورة الدبلوماسية والمعتدلة التي سعى الرئيس الإسلامي لرسمها لنفسه منذ تقلده المنصب العام الماضي ويمكن أن تثير قلق حلفاء مصر الغربيين الذين يحتاج إلى مساعدتهم لمواجهة الأزمة المالية التي تمر بها مصر.
وبالنسبة للولايات المتحدة التي كان الرئيس السابق حسني مبارك حليفا وثيقا لها حتى إسقاطه في انتفاضة شعبية عام 2011 أثارت التصريحات عدم ارتياح واشنطن التي تحاول أن تبني علاقة اعتماد متبادل مع مرسي.
وتقدم الولايات المتحدة لمصر 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية سنوية منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979.
ومنذ انتخاب مرسي في اقتراع ديمقراطي حر في يونيو حزيران وعد مرارا باحترام المعاهدة التي تعد حجر زاوية في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وعمل مع إدارة الرئيس باراك أوباما للتوصل لاتفاق تهدئة بين إسرائيل وغزة التي تديرها حركة حماس العام الماضي.
وقال الوفد الأمريكي الذي يقوده السناتور جون ماكين إنه عبر عن رفض قوي لتعليقات مرسي عن اليهود.
وقال ماكين "أجرينا مناقشة بناءة حول هذا الموضوع." وأضاف "نترك الأمر للرئيس ليدلي بأي تعليقات إضافية بشأنه يمكن أن تكون له رغبة في الإدلاء بها."
وقال السناتور ريتشارد بلومنتال "عبرنا عن وجهة نظرنا بطريقة لا يعوزها الوضوح" وتعليقات مرسي "تناقض هدف الصداقة بين شعبينا."
وقال المتحدث الرئاسي إن مرسي أبلغ الوفد بانه ملتزم بالاحترام الكامل للأديان وحرية الاعتقاد. وأضاف قائلا "أشار سيادته إلى ضرورة الفصل بين الديانة اليهودية والمنتمين إليها وبين الممارسات العنيفة تجاه الفلسطينيين العزل."
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني للصحفيين يوم الثلاثاء إن اللغة التي استخدمها مرسي "مسيئة بشدة" وإن المسؤولين الأمريكيين عبروا للحكومة المصرية عن القلق بهذا الشأن.
ودعا كارني مرسي إلى أن "يوضح أنه يحترم أتباع كل الأديان وأن هذا الأسلوب في الكلام ليس مقبولا ولا مجديا في مصر الديمقراطية".
إرسال تعليق