فى طريق عودته إلى بيته، بعد يوم طويل من العمل الشاق؛ عزم على شراء بعض الحلوى لزوجته وأولاده....
أثناء خروجه من المحل؛ حاملاً مبتغاه؛ وجد طفلة صغيرة فى عمر ابنته، تبدو عليها ملامح الفقر والعوز، وهى تنظر باشتهاء إلى المعروضات؛ فمنحها قطعة مما يحمله؛ وتأهب لاستكمال طريقه....
ما كاد يفعل حتى انقض عليه (جبل دهشور)؛ رجل أضخم من فيل، وأقوى من ثور، وأغبى من حمار، وأحقد من جمل، وأفتك من ضبع:
ـ ما الذى فعلته الآن يا ابن الـ...
ـ لاشىء... منحت هذه الطفلة المسكينة قطعة من الحلوى... إنها نظيفة، أشتريتها للتو من هذا المحل...
ـ لأنها مسكينة... أردت أن تستغل ضعفها وفقرها؟!! ماذا كنت تبغى من وراء ذلك؛ غير استدراجها؛ ثم الاعتداء عليها!!
ـ لا والله... إنها طفلة صغيرة فى عمر ابنتى
ـ وهل أنتم تعملون حساباً للسن!!... إنكم ذئاب بشرية
فى لحظات وكأن هذا الوصف عصاً سحرية؛ تجمهر المارة، وانهالوا عليه ضرباً وركلاً؛ حتى سالت منه الدماء وسقط مغشياً عليه....
بعد وقت لم يعرف مدته؛ أفاق على مشهد؛ أطفال آخرين يشاركون تلك الطفلة المسكينة وليمتها؛ على ما تبقى فى العلب الممزقة من حلوى دهستها أقدام المارة..
لا ندم: بقلم مجدى شلبى
إرسال تعليق