Home » » نادية النادى تكتب : لم الشمل

نادية النادى تكتب : لم الشمل

رئيس التحرير : Unknown on الخميس، 7 فبراير 2013 | 6:29 ص




نادية النادى

فى حديث مع بعض الزملاء دار نقاش حول ما اتناوله من موضوعات و سألنى لما لا أكتب عن لم الشمل ولم يحددوا لى هدف ، وأنا أيضا فكرت ووجدت أن أطلق العنان لقلمى يتحدث عن ما يجود به . 
وأراد أن يبوح لنا بأشياء تتعلق بما يحدث فى واقعنا ،وكثير من البيوت ،على سبيل المثال لا الحصر، لواقع مؤلم بنتائجه ، نشوف بعض منه، كنموذج لعدد من الأسر التى يحدث بها تفكك.
على إيه تسيبيه يكلمك كدا ويعاملك كدا ، سيبك منه أنا أجوزك سيد سيده ، فيه غيره كتير دول زى الهم على القلب ، كلمات متداوله فى حياتنا ، تتكرر بصورة مخيفة ، ليتحول عدد كبير من المتزوجين إلى مطلقات ومطلقين ، طالما إن كله عادى ، مش مهم!! إذا كان فيه أولاد مش مهم بيت يتخرب!!، المهم كرامتك !!المهم انه ما يتكبرش عليكى!! ، وهو كمان إنت راجل أكسر رقبتها ولا يهمك !! غيرها كتير أمم دول مش لاقيين حد يفكر فيهم ،!! أظن إننا محتاجين إعادة نظر فى تربيتنا وفهمنا للحياة الأسرية وضبط النفس ، بعد ما حدث من تفكك لعدد كبير من الأسر ، وتشرد أطفال كثيرين أصيبوا بعقد نفسية .
المشكله الأكبر يا سادة عندما نهتم بالآثاث والديكور ، وننسى من هو الأساس الذى يعمر البيت ،لا توجيه ولا تعريف بقدسية الحياة الاسرية ، قد يكون هذا التأصيل ناتج عن نقص فى الوعى لدى الأمهات ، والكارثة الأكبر فى إنعكاس نتائج الفشل الأسرى على المجتمع ككل ،لما لا ولدينا مشردين ومعقدين نفسيا ، وبؤرة للجريمة بعيدا عن رقابة الأسرة ، خاصة عندما يتزوج الأب والأم، ويخرج الأبناء بلا رقابة فريسة لآصدقاء السوء .
أتساءل اليس من الأجدى أن يتقى كلا الزوجين ربهما ؟ ويتعاملا بحفظ للمودة ، ويتنازل كل منهما لتسير مركبتهما ، لا جدال أنه سيكون هناك نقاط إختلاف، ولكن أيضا هناك نقاط إلتقاء ،لابد من وضعها فى الإعتبار ، حتى لا تزيد الفجوة بينهما . ولذا يجب عدم معرفة أى من الأهل بما يدور بينهما ، فمعظم المشاكل من تدخل الأهل ، وعاطفتهم المميته ،
نقيس غلى ذلك ما يحدث على أرض الوطن الغالى ، من إنشقاق وتفكك ، فكأن الوطن زوج لعدد كبير من الزوجات ممثلا فى مختلف التيارات ، التى تتصارع عليه ، لتبغته و يحاول كل طرف الإستئثار به ، لا يهم الباقى وهنا ينهار الكيان ، ويزداد تفككه ويتشرد المزيد من الأبناء .
ماذا بعد الإنهيار والضياع ، لم يأتى أحد من أهل الزوجين بإخلاص ليقول لم الشمل ، ويطالب بالإصلاح بينهما ، ولم يتفهم عقلاء الوطن حجم الكارثة ويصلحوا ، ولا حياء لمن تنادى أرى الكل مشغول فى وادى وبلادى فى وادى .
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق