حالات الاعتداء الجسدي التي تعرض لها عدد غير قليل من السياسين في الأيام الأخيرة . وان اختلفت مشاربهم .. ناقوس خطر .. ليس أقل من الوقوف أمامه .. والبحث في مسبباته .. لست في مقام الدفاع عن أحدهم دون الأخر . فقد آلمني ماتعرض له الجميع . . والرأي عندي أن ماحدث هو ذروة الانفلات الأخلاقي .. وكل ماأخشاه أن يتطور الأمر إلي تصفيات جسدية وإزهاق للأرواح .. عندها سنبكي دماً .. ولكن ياللأسف سيكون البكاء بعد فوات الأوان .. نحن جميعاً مطالبون من الآن .. بالتريث وتخفيف حدة خطاباتنا في المرحلة القادمة . ووضع الأمور في نصابها الطبيعي والحقيقي .. والمؤسف أننا سمعنا بمصطلحات أدخلوها في عالم السياسة كانت غريبة علي مسامعنا ومجتمعاتنا . ليس أقل من القول أنها رديئة .. وهل يسوغ لنا التحقير من شأن الآخرين وإلقاء التهم جزافاً علي رؤؤسهم . لأننا نعيش حالة من الحراك السياسي .. كان أولي بنا أن نسجد لله شكراً علي هامش الحرية المتاحة .. فنرتقي بلغة الحوار .. ونقبل الأخر وان اختلفنا معه .. فالسياسة وهذا لايغيب عن كثيرين لاحرام فيها ولا حلال .. أما مايحدث في أيامنا وعلي كل الأصعدة فهو أبعد مايكون عن المنافسة الشريفة .. التي هي السبيل الوحيد للخروج بمصرنا إلي الصدارة ... وسائل الإعلام مسئولة والفضائيات أيضاً وكذا منابر المساجد والسياسيين هم أيضاً معنيون بذلك .. لغة الوصاية أسقطت من مصطلحات الدول الاستعمارية .. إلا أننا نتمسك بها .. من اختلف معي فهو ضدي ليس أقل من رجمه ... مالم تتغير لغتنا فنحن أمام حالة هستيرية أعرفها بالتهريج السياسي .. وهو مصطلح نما وترعرع في مصرنا بعد ثورة 25 يناير ... حالة الانفصام التي نحياها ليس أقل من معالجتها .. فالحل في تقديري يبقي في العودة إلي لغه الحوار الرشيدة التي نتقدم بها إلي الأمام ولا تعود بنا إلي الخلف .. وياكل الحكماء والعقلاء .. مهلاً ؟؟ قبل أن نحترق جميعاً بداء السياسة التي اكتوي بنارها صانعوها .. ولكن هل نحن فعلاً قادرون علي ضبط إيقاع العملية السياسية . بالطبع نعم . شريطة إخلاص النوايا والتجرد في حب البلاد والعباد .. وبالمرة الابتعاد عن أهواءنا الشخصية . . فهل نحن فاعلون ؟؟
الشيخ / سعد الفقي
إرسال تعليق