فى الوقت الذى تتزايد فيه أعداد العنوسة ، تتزايد اعداد المطلقات ، بكل أسف مجتمعنا أصبح يعانى ويكابد التفكك الأسرى ، وينعدم فيه الوعى بالترابط ، ومهما أقول ليس أكثر ما قيل فى الأبحاث والدراسات التى تناولت الطلاق وآثاره على الأسر والمطلقات ونظرة المجتمع لهن ، والتفسير الصادم لمعنى ومكانة المطلقة ، التى قد تكون مقهورة فى حياتها .
من الجائز أنها ضحية للظروف والضغوط الأسرية التى دفعتها إلى التخبط وعدم القدرة على المواجهه كى ترفض الإرتباط من البداية ، وقد تكون إنسانة متمردة بطبعها وغير واعية لمعنى الأسرة ولم تتلقى التنشئة التى تمكنها من الحفاظ على حياتها الجديدة ، وعدم إدراكها للتعامل مع الطرف الأخر وهو الزوج الذى يحتاج منها إلى الصبر والصمت عند الخلاف حتى تمر المشاحنات ، وكذلك أيضا هناك من الأمهات من تدفع بناتها إلى رفض الحياة بتعالى وتكبر بدعوى أنها جميلة وأنها تأمر فتطاع ، وهنا الرجل لا يتحمل مثل هذا الضغط خاصة عندما يكون له شخصيته القوية .
جانب آخر قد يكون هناك تدخل من الأهل وتلعب الحموات دور هام فى التطفيش ،والغيرة من زوجة الإبن ، وذلك من خلال تصيد الأخطاء لزوجة الأبن ، و تكون النتيجة نهاية أسرة قد تكون فى البداية أو تنتهى ويدفع الفاتورة أبناء صغار .
وتصبح المطلقة جسم غريب فى المجتمع تتجه إليها الأنظار بالطمع فيها أو نظرة تشاؤمية من الأسر عندما يحاول شخص ما الإرتباط بها ، وتتحول إلى مشكله لدى الأمهات مع أبناءهم لا لشيئ إلا أنها ترى أن المطلقة إنسانه فاشلة ولا تستحق أن تكون زوجة لإبنها ، النظرة الضيقة فى المجتمع الشرقى تسيطر بقوة على المعتقدات التى من شأنها توجيه اللوم والتقليل من شأن المطلقات ،و لا يعبأ أحد بمشاعرهن و "أه " لو تحدثت المطلقة إلى رجل ينظر إليها على انه صيد ، وصاحبة تجربة فاشلة وفشل بفشل ، لماذا لا يستغلها ويلعب على مشاعرها .
قد تكون المطلقة مجروحة وتريد أن تنتقم لكن ليست كل المطلقات على نفس الشاكله ، فالرجل المطلق له نفس الوضع أيضا فهو يلاقى الرفض من عدد من العائلات .
ماذا يحدث لمطلقة صغيرة فى العشرينات ولديها أبناء صغار وليس لها عائل ولديها من المعارك فى المحاكم على النفقة مالا يطيقه أحد ، وهنا لاتجد مساندة من أحد . المجتمع رافض لها والأسرة تتعامل معها بعنف وتأنيب كأنها جسم شائك وسطهم .
أفكر فى ما يمكن أن يحل هذا الوضع وما يمكن أن يصحح المسار ، البعض يقول التعدد فى الزواج ، والبعض يقول أن المطلقة ليس لها ذنب فهى قد تكون ضحية ما ذنبها،تكثر الأراء والأقاويل دفاعا وهجوما على المطلقات لكن ساعة التعامل عن قرب تسيطر علينا نظرية الخوف منهن ، تلك هى الطبيعة الشرقية فينا ،وانا على سبيل المثال أقترح على القارئ أن يفكر لو أتى إليه إبنه يريد الزواج بمطلقة ، سوف تقوم الدنيا ولا تقعد .
إن حساسية النظر إلى وضع المطلقة وموروثنا الثقافى ليس بالسهل التخلص منه ،قد يكون الحل سهل جدا ولكن من بيده الحل يتفضل علينا ويقوله لنا
نادية النادى
إرسال تعليق