قد يتخيل البعض أن السكوت ضعف ، لكنى أقول لك أنه ليس فى كل الأحوال ، فهناك أوقات يجب عليك أن تسكت ولا تتفوه بكلمة واحدة ، عندما تجد الغضب يسيطر عليك إسكت نهائيا ، إضبط نفسك بأقصى درجة ممكنه ، وإعلم أنك تكون فى أقوى حالاتك ، فالقوة تأتى من القدرة الفائقة على التحكم فى شيطان النفس ،وهواها المندفع إلى إرضاء غرورها ، ويأخذها إلى ما لا يحمد عقباه .
جرب أن تتحكم فى نفسك أثناء الغضب ،سوف تشعر بلذة الإنتصار عليها ، ويصبح لك هيبة جديده لم تتعودها ،خاصة أنك منعت عن نفسك الخطأ ، وأبعدتها عن الإهانه من طرف آخر يقف عنادا أمامك ويكيل لك من الإهانات ما أنت فى غنى عنه ، وخير دليل على ذلك الحديث الشريف :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ))(153) ( متفق عليه
وقيمة هذا الحديث الذى يجب علينا أن نتأمل منهجيته فى التعامل بيننا ، هو حماية لنا من الغضب الذى هو فطرة فينا كبشر ، إلا أنه يحتاج إلى توجيه ، فلا يكون إلا فى مواضع معينه ولا يكون فى كل الأوقات ، والغضب منه المحمود ومنه المكروه ، فلنغضب نصرة للحق والدين والوطن والشرف والعرض ، ولا يكون دافع للخطأ و إرتكاب الجرائم والمحرمات .
وكثرت المواقف التى يستطيع فيها الفرد ضبط النفس والتحكم فيها ، تصل به إلى منزلة رفيعة ومكانة تميزه عن غيره .والسكون هو التعبير الحقيقى لذلك ، نصيحة درب نفسك على السكوت وتحاشى الإنفعال الزائد ، لن تخسر إذا لم تكسب فأنت هنا تكون فى مرحلة الرضى عن نفسك بإبعادها عن التأنيب على الأفعال الناتجة عن الغضب.
نادية النادى
إرسال تعليق