كتبت - يمنى طارق
تتغنى شادية فى مصر وجمالها لتقول"أصله معداش على مصر" فمن لم يأت مصر قد خسر الكثير، ولكن ربما لم تتوقع شادية أن عدم القدوم إلى مصر والفرار منها بعيدا أصحبت الآن أمنية كل شاب مصري.
وبعد قيام الثورة تفاءل الشباب في أنصلاح الحال ولكن الواقع كان العكس تماما فمصر في أسوء حال، ففي استبيان أجرته المنظمة الدولية للهجرة في مصر على 57 من الشباب المصريين الراغبين في الهجرة بعد قيام ثورة يناير فإن 51٪ من المشاركين أظهروا أن الوضع الحالي قد يدفعهم للهجرة.
ولكن من يلومهم فبعد الأحداث التى نراها ونعاصرها يوميا من ضرب وقذف ومشاجرات ومولتوف ومظاهرات قد تحول الطموح الذى قام بثورة لتحسين أحوال البلاد إلى يأس، ليكون الشباب ساعين بكل قوتهم إلى الفرار من مصر بأى شكل وبأى وسيلة وبمعدل اكبر من السابق.
حلم الهجرة أصبح حلم الشباب والفتيات أيضا فتقول منى على:"عايزة أسيب البلد دي مبقاش لينا مكان فيها نسبها ونروح اي بلد محترمة تحترمنا احنا شباب ومن حقنا نعيش بقي نروح دبي ولا كندا ولا استراليا مثلا".
ويقول مصطفى: "بجد انا تعبت، اللى ما في خبر حلو الواحد يسمعه يطمنه شويه ان البلد دي حالها هينصلح .. بجد اليأس تملكني ونفسي امشى واسيب البلد دي نفسي اعيش في بلد فيها عدل، أمان، نظافة وحطي مليون خط تحت نظافة، مواصلات محترمة تحترم الآدمية".
بينما على محمد يتفق مع مصطفى فيخبرنا: "انا واحد من ضمن الشباب اللي نفسه يسافر مش لاني كرهت بلدي او لاني مش لاقي حقي فيها لا، والله بس بجد انا مليت الروتين اليومي اللي بنشوفوا من زحمة لخنقات لبلطجة".
وتصرخ علياء رفعت بمنتهى الحزم وتقول: "نفسي اطفش واسيب البلد دى".
هذا ليظل حال الشباب المصرى قبل الثورة كبعدها بلا جديد وتظل مصر هى الدولة الوحيدة التى تقوم بتصفية شعبها وتهجيره للخارج متخلية عنه وعن خبراته ومهاراته وقدراته التى يبجلها العالم أجمع بمنتهى البساطة ليصبح هدف المصريون والحلم الذى يروادهم جميعا مجرد" تأشيرة خروج".
إرسال تعليق