على مر الزمان عُرف المصريون بالنخوة والشهامة والمروءة .. تكالبت على رؤوسهم النوائب والهموم إلا أنهم أبداً لم يفقدوا الثقة فى أنفسهم .. ولذلك فقد قامت الدُنيا ولم تقعد وتحديداً فى العهد الماضى عندما اختفى المعارض الليبي عبدا لحميد البكوش رئيس وزراء ليبيا الأسبق .. يومها تقدمت السيدة زوجته ببلاغ رسمي إلى الجهات المسئولة للوقوف على ملابسات إختفائة .. إلا أنها لم تجد جواباً حتى الآن .. وما زال البحث جارياً ؟؟ أغلقوا الموضوع بالضبة والمفتاح .. وكأن الرجل فص ملح وذاب .. بعدها تناثرت الأخبار أنه يا قلبى علية .. تم تسليمه للرئيس الليبي معمر القذافى .. وقد قيل أنة فور وصولة .. اختفت كل معالمه .. فهناك فى ليبيا .. لا شرطة ولا قضاء ؟؟ ولا لجان حقوق إنسان .. البكوش المغدور بة إفترستة الذئاب .. وقتل بدم بارد .. ذهب الرجل ولقي حتفه .. وما زالت لعنات المؤامرة تطارد من أشرف على الصفقة .. ومن أمر بتسليمه .. مقابل ثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين .. ربما فلت الجناة من جريمتهم فى حياتهم .. إلا أنهم لن يفلتوا من عدالة السماء .. فالكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .. هذه الحادثة والتي ما زالت وستظل تمثل نقطة سوداء فى الثوب المصري تطل برأسها هذه الأيام .. إلا أنها هذه المرة .. تحدث جهاراً نهاراً وعلى عينك يا تاجر .. كما يقولون .. فقد طيرت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة أن صفقة تم إبرامها بين مصر وليبيا .. يتم بمقتضاها تسليم عدداً لا بأس به من الليبيين الذين كتب على جبينهم الاحتماء بنا .. والإستجارة بأمننا .. والمقابل مليارين آو ثلاثة أو أربعة من الدولارات فالروايات متعددة .. والسؤال هل صحيح أن بيننا وبين الحكومة الليبية معاهدات ومواثيق لتسليم المجرمين وهل هؤلاء مجرمون فعلاً .. أما كان يكفى محاكمتهم بمعرفتنا .. فى تقديري أن هؤلاء المغلوب على أمرهم .. لا يمكن أن ينالوا حظهم فى محاكمة عادلة .. تكفل لهم سبل الدفاع عن أنفسهم والمحافظة على أرواحهم .. مصر بتاريخها تشهد حالة من الخلل فى اهتزاز الثقة فى أحكام القضاء .. فما بالنا بما يحدث هناك .. وقد لا يغيب عن كثيرين أن الأمور كما نسمع ونشاهد تدخل فى دائرة السداح مداح .. وكل ما أخشاه وهو قادم لا محالة .. أن يتم التخلص من الضحايا فى صور تراجيدية .. فيذهبوا كما ذهب إخوة لهم من قبل .. وتظل اللعنة تطاردنا نحن المصريين أننا تخلينا عن شهامتنا ومروءتنا ونخوتنا .. وبعيداً عن كل المواثيق الدولية والمعاهدات التي تضمن للأعداء قبل الأصدقاء محاكمات عادلة .. فإن الإسلام يأمرنا بتأمين الخائف .. وإغاثة الملهوف ..وإن كان مشركاً .. فما بالنا إذا كان الضحايا من المسلمين قال تعالى فى سورة التوبة آية ( 6 ) ) وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون( ولله الأمر من قبل ومن بعد .
الشيخ / سعد الفقى
إرسال تعليق