Home » » الشيخ محمود الأبيدى يكتب : أشهر الذكريات وتحديد الأولويات

الشيخ محمود الأبيدى يكتب : أشهر الذكريات وتحديد الأولويات

رئيس التحرير : Unknown on الجمعة، 14 يونيو 2013 | 7:10 ص

بقلم - الشيخ محمود الأبيدى
 
هناك أوقات حث الرسول صلى الله عليه وسلم الاجتهاد فيها بالدعاء تحريا للاستجابة
وسبحان الله هناك أوقات تجتمع وتتضاعف فيها أكثر من فرصة لتأكيد استجابة الدعاء فلنتحدث اليوم عن أولويات العبد المؤمن فى عناصر ثلاثة :
أولا : حساب الاحتياجات وتحديد الفوائد – ثانياً : خططوا للمستقبل جيداً – وأخيرا : تحرى الإخلاص
وبما أن المشقة فى الطاعات تُكسب الإنسان لذة الطاعات فعلينا أن نجتهد وان نُجد ونعمل وننتبه ونواكب الحدث والذكرى ونستجمع ذكريات الماضى لنستخرج منها فوائد متعددة نحصل عليها فى الحاضر والمستقبل
وأحثكم ونفسي في هذه الأيام التي أنعم الله علينا فيها بذكريات متعددة مابين ذكرى الإسراء وذكريات التحويل والتغيير ورفع الأعمال أن نغتنم الفرصة والوقت وأن لا نضيعه بأن نجتهد بالإلحاح على الله في طلب الدعاء لأنفسنا وأهلينا وأولادنا ولإخواننا المسلمين الأحياء والأموات لاسيما إذا اجتمع فيها شرف المكان والزمان فأكثروا من دخول بيوت الله فى الأرض وهى المساجد واغتنموا فرصة مرور الأيام الكريمة ففى هذه الأوقات تكثر الطاعات وتتنزل الخيرات والبركات والنفحات بكثرة عدد الصائمين والمسبحين والمستغفرين والذاكرين الشاكرين فعندما تكون صائما أو تتقرب إلى الله تعالى بنافلة أو تقف بين يديه جل وعلا باكياً خاشعاً فسله سبحانه أن يتقبل منا وأن يكشف عنا الهم والغم والكرب وان يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه وسوء وأن يجعلنا من عباده السعداء الفارين إليه والخائفين من الحساب
وإذا سجدت فاخبره بأسرارك ولا تسمع من بجوارك
وناجيه بدمع العين فهو لقلبك مالك
ولا تقل يارب إن عندى هم كبير ولكن قل ياهم إن لى رب كبير
فالانشغال بالذكر والإكثار من الطاعات من أهم أولويات المرحلة الحالية لا سيما وأن القلوب يجب أن تتجدد أكثروا من الصمت عن الكلام و تكلموا بالذكر والدعاء والاستغفار قال لقمان الحكيم لابنه بعد أن مسح على يديه ( يا بنى : إذا تفاخر الناس بحسن كلامهم فتفاخر أنت بحسن صمتك ) فللصمت فوائد متعددة خاصة فى أوقات الفتن وفى الوقت الذى ينشغل فيه معظم العباد بالكلام الذى لا ينفع بل ربما يضر
خططوا للمستقبل جيداً :
شهر شعبان هو شهر التغيير ودخول شهر شعبان تجد الأحبة يتسارعون فى الطاعة وكثرة الصوم ولما لا فهو شهر ترفع فيه الأعمال وتنسأ الآجال وتغفر الذنوب ,ويجب على المؤمن التخطيط والإعداد الجيد لإحداث نقلةٍ رُوحية وجسدية تُصلح أوضاعنا وتُغيّر ما بداخلنا، والتغيير الإيجابي يحتاج منا جميعًا إلى إرادة فتية، وعزيمة قوية، وسعى للتغيير بالعبادة وتأثيرها فى نفوس الأمة فهناك مهم واهم والعبادة مهمة لكن الأهم أن تؤثر هذه العبادة فى السلوك الشخصى ليس المراد مجرد العبادة ولكن ثمرتها أن الله تبارك وتعالى أخبرالعباد أنه سيغفر فى شعبان لكل الناس إلا صنفين : المشرك والمشاحن
والمشرك هو من جعل مع الله شريك & والمشاحن :هو الذى قطع صلته بإخوانه وأحبابه
روى ابن ماجة فى سننه أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله تعالى ليطلع فى ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أومشاحن )
والرابط بين الاثنين هو قطع الصلة فالمشرك قطع صلته بالمسلمين وكذلك المشاحن قطع صلته بمن حول من المسلمين فاستحقا ألا يغفر الله لهما فى ليلة يغفر الله فيها لكل الناس فهل خطط أحدنا جيدا للأيام المقبلة واستقبال أيام التغيير والتحويل والتعايش معها بفهم وتأمل قال تعالى ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين ....)
إن التعامل مع شعبان كما التعامل مع الحج فكما تقضى ديونك ومظالمك قبل أداء الحج فعليك بقضاء ديونك ومظالمك قبل ليلة النصف من شعبان وقبل أن يحل شهر الغفران والقرآن شهر رمضان بل وصاحبوا الأخيار وليختار كل واحد منكم من يجالس ومن يصاحب مصاحبة الأخيار تورث حسن الظن بالأشرار ، ومصاحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، والله تعالى لن يحاسبنا على حسن الظن . بل سيعاقبنا على سوء الظن
روى الإمام مسلم فى صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة)) فالصحبة الصحبة أيها الأخيار الأبرار الأطهار وخططوا لنفع البلاد والعباد خططوا للنهوض بمصر والوطن بل والأمة العربية والإسلامية وبادروا بالأعمال الصالحة خيرا
وأخيراً : تحرى الإخلاص
قال العز بن عبد السلام : "الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي"
والإخلاص هو تفريغ القلب لله أي: صرف الانشغال عمّا سواه والمخلص هو: الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله وهاهى رابعة العدوية – إن صح عنها – تقول: "ما عبدته خوفاً من ناره ولا حباً في جنته، فأكون كأجير السوء، بل عبدته حباً له وشوقا إليه"
فلتخلصوا لله وليكن كل واحد منكم مخلصاً لدينه ....مخلصاً لوطنه ....نافعاً لنفسه ....نافعاً لأمته ...نافعاً للناس من حوله
تمنى على الله وأخلص فى رجائك وثق فى أن الله تعالى سيقبل منك الرجاء فها هو رجل صدق الله فَصَدَقَهُ : " جاء رجلٌ إلى النبي فقال له : دعني أهاجرُ معكَ، فأوصى به النبي فلما كانتْ غزوةُ خيبرَ أعطاه النبي جزءاً من الغنيمةِ، فقال للنبي : ما على هذا اتبعتُكَ، ولكن اتبعتُكَ على أن أُرْمى ها هنا بسهمٍ فأموت - وأشار إلى حلقه - فقال : إن تصدُق الله يصدقك، ثم نهضوا إلى قتال العدو فأُتي به النبي يُحملُ، وقد أصابهُ سهمٌ حيثُ أشار، فقال النبي : هو هو؟، قالوا : نعم، قال : صَدَقَ الله فَصَدَقهُ، فكفنهُ النبي في جُبَّتِهِ ثم قدَّمهُ، وصلّى عليه اصدقوا الله تعالى فى الطاعات والخيرات وتمنوا عند لقاء الله الجنة لتصلوا ......استعينوا بالله واصبروا وابدأوا ولنحدد من الآن المهم فالأهم ثم الضروري لنلحق بركب المغفور لهم فى شهر الغفران ومن لم يزرع فى رجب ويسقى فى شعبان فلن يحصد فى شهر الحصاد شهر رمضان أسأل الله تبارك وتعالى أن يبلغنا إياه ونحن على طاعة وصدق وإخلاص وثبات ويقين
والله من وراء قصد وهو الهادى إلى سواء السبيل
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق