الثمار المرجوة من الصيام يظن كثير من المسلمين ان الصوم هو الإمساك عن الطعام والشراب والملامسة الجنسية في نهار رمضان . وبالتالي فمتي امسك الإنسان عن هذه الأمور الثلاثة طوال يومه فقد خرج عن عهده التكاليف الشرعية وأدي مافرضه الله عليه . والواقع أن هذا بيان للصوم من الناحية المظهرية والي الجانب السلبي منه وكلا الأمرين المظهر والجانب السلبي لايكونان حقيقة الصوم الذي كلف الله به عباده وللمرء أن يتأمل فقد بدأت آيات الصوم بقوله تعالي ( ياأيها الذين امنوا ) وختمت بقوله تعالي ( لعلكم تتقون ) وقوله لعلكم تشكرون . وفيما بين البدء والختام أمر بالصوم ( كتب عليكم الصيام ) وليس من ريب أن النداء بوصف الإيمان وهو أساس الخير ومنبع الفضائل. وفي ذكر التقوى وهي روح الإيمان وسر النجاح والفلاح إرشاد قوي ودلاله واضحة علي أن الصوم المطلوب ليس مجرد الإمساك عن الطعام والشراب إنما هو الإمساك عن كل مايتنافي مع الإيمان ولايتفق وفضيلة المراقبة . فالذي يتجه الي غير الله بالقصد والرجاء لاصوم له . والذي يفكر في الخطايا ويشتغل بتدبير الفتن والمكائد لاصوم له . والذي يحابي الظالمين ويجامل السفهاء ويعاون المفسدين لاصوم له . والذي ينشغل بمصالحه ويستعين بمال الله لقضاء حوائجه ورغباته لاصوم له . وكذلك من يمد يده أو لسانه بالايذاء لعباد الله أو إلي انتهاك حرماته لاصوم له . فالصائم ملاك في صورة بشريه لايشي ولايكذب ولايرتاب ولايخادع ولا يأكل اموال الناس بالباطل هذا هو المعني الحقيقي للصوم الذي يريده الله من عباده .
الشيخ / سعد الفقي
إرسال تعليق