ربما غاب عن الكثير أن حالة الانفلات التي أصابت الجميع تقريباً عقب ثورة 25يناير 2011 وحتي الآن لم يسلم منها الكثير من مشايخنا والذين كانوا ملئ السمع والبصر عند الكثيرين ... وكان الناس يتخذونهم مصدراً للإلهام والفتيا ... فما يقولونه هو الصواب ... حتي أنك كنت تسمع من يقول .. هكذا قال شيخي ... ومن خلال مواقفهم المتضاربه ولكونهم حديثي عهد بالحالة السياسية ... انزلقت اقدامهم وهم لايدرون ... فأفتوا وتمادوا في الفتاوي ... ولأن السياسة لها رجالها ودروبها ... فقد أفقدتهم المواقف المتأرجحة رونقهم ومكانتهم .... واستطيع أن أجزم أن غالبيتهم خرجوا من الخدمة طوعاً أو كرهاً ... قد يغضب هذا الكلام بعض المريدين .. ولهم عذرهم ... إلا أنها الحقيقة المرة ..وماكنا نود أن يكون هذا حالهم ...إلا انهم هم من جنوا علي أنفسهم ولم يجني عليهم احد ... لست بالتأكيد في موقف التقليل من اقدارهم ... ولكنني أعرض لحالة الاستدراج التي وقعوا فيها والتي مازلنا نشهد أحد فصولها ... الناس قد يغفرون للسياسيين زلاتهم وكبواتهم ... إلا أنهم ابداً لن يقبلوا مبررات قد يبديها أحد المشايخ ليستعيد مكانته في قلوب الناس ...فقد أصابوهم بالاضطراب .. النماذج كثيرة ولكني أربأ بنفسي عن ذكر أحدهم أو بعضهم وكفاهم مالحق بهم من تراجع وماأصابهم من شطحات السياسة ... التي لوثت السياسيين ... فما بالنا برجال الدين وهم لايملكون مقومات الابحار في عالم السياسة وقد عرفوها قديماً ... بأنها فن صناعة الممكن ... وهي عندي لاأخلاق لها وكل الطرق المؤدية اليها وعرة وغير ممهدة ... هؤلاء المشايخ ستطوي صفحاتهم ... إن لم تكن طويت اصلاً... وسنري عناصر جديدة في عالم الدعوة ... وسيلمع نجمها .. شريطة ألا يكون أحدهم قد تلوث بمفردات السياسة التي لم ينجو منها حتي السياسيين .. ومايقال عنهم أهل الخبرة ... والله من وراء القصد ...
الشيخ / سعد الفقي
.jpg)
إرسال تعليق