Home » » محمد رضا النجار يكتب : المرأة العجوز .....؟؟؟

محمد رضا النجار يكتب : المرأة العجوز .....؟؟؟

رئيس التحرير : Unknown on السبت، 31 أغسطس 2013 | 9:10 ص

 
بينما انا مطلّ برأسي من شرفة غرفتي علي الشارع المقابل لمنزلنا ، في بواكير الصباح المضني بالسقيع وحباّت المطر المتفرقه كتخاذل الضعفاء ، ابصرت عيناي هالة شبه منحنيه ، متشحة السواد ، تمشي الهويني بخطي متثاقله ، وكأن وقع اقدامها يتحسّس حقل الغام غادر ، يوشك علي الدويّ والأنفجار في اي وقت بلآ رقيب او حسيب .......، ظلّت عينآي تجئ يمنة ويسره مابين اقدام متكاسله ، وعصا خيزران قديمه تتخذها العجوز كمتكئ ، للتنقل بأناملها المرتعشه ، وغدت تعدوا الشارع في صمت مدقع ، بقوامها المنكسر الهزيل ، وثيابها الرثّه المهترئه ، غير مبآلية لحالة الطقس الذي لم يتقن علم الأخلآق ، فقد اضحي مخلوقاً لآيرحم صغيراً ، ولآيراعي كبيراً ، هي الأخري وآثقة الخطا ، لآتترنّح ! ، معلنة بذلك انتصارها علي جموع الخلق المرآبضين بمنازلهم متلحفّين الغالي والنفيس ، اتقاّء شرّ البرد ولهيبه المتسرّب للعظام كنخر السوس للخشب دون سبق انذآر ، قطرات الغيث المنهمره من نوافذ السماء ، ومقاومة العجوز لها تبعث الي ذهني " سورة الفيل " ، وهذا الطير الذي صوّب رصاص بندقيته في صدر المشركين متحآشياً المؤمنين بالبيت وربّه ، الصمت يخيّم علي المكان الاّ من صوت حفيف الأكياس المتناثره والمتحرره من صندوق قمامة البلديه مصبوغاً بطرق اقدام بعض المآره المهرولين الي مقاصدهم ، كلّ الي قبلته ، مغتسلون كرهاً وقدراً دون ميقات معلوم للصلآة التي لم تشرق شعائرها بعد ........؟
- شئ غير مرئي دفعني لترقّب المشهد بفضول يتبعه شغف مجهول الهويّه اذ هآلني مشهد تعثّر العجوز بحافة الغطاء الحديدي الغير محكم لبالوعة الصرف المزروعه منتصف الشارع ، ذعر مابعده ذعر انتآبني في التوّ واللحظه مصحوباً برجفة صاعقه للأعصاب ، وهاتف يدوي بأذني للقفز بسرعة الفينتو ثانيه من شرفة الغرفه لأنقاذ العجوز قبل ان تنكبّ علي وجهها ..................
- ياللقدر الذي يسرع بقطف ثمار الحسنات مني دائماً ، اذ بالعجوز تستند الي عصاها الخيزران قبل ان تهوي وتتساقط علي الأرض ، وانطلقت تخطوا في شموخ ، كالجندي العائد من ارض المعركه مشدود الهامه ، مكسواً بفرحة النصر بعد طول مرارة الهزيمه والغياب عن البيت والأهل ........، وتوقف تساقط الأمطار ، وانحسرت غياماته الكئيبه ، الي ان اصبحت العجوز علي مقربة من صخرة كبيره ، يبدوا انها اعتادت الجلوس عليها في هذا الوقت لتستظلّ بأشعة الشمس وخطوطها التي تبعث الدفأ والطمأنينه في نفسها وجسدها الهزيل ............

محمد رضا النجار
إنشر هذا الخبر :

إرسال تعليق