الشمس تقفز من الأفق بقناع ذو ناب ازرق ، يواري رحمتها ، ويغمغم بسوءتها ، ملصقاً لفحها علي اوجه الخلق ، مبعثراً هالتها علي قارعة الطريق ، شريط الأسفلت الممتدّ الي ماشاء الله ، يوشك ان يعترف بذنبه نجاة من النار المتسربة لأوصاله ، وأعماق جوفه المللتهب ، والذي بات مندثراً لآحيلة له ولآشفاعة ............ اشارات المرور تداعب السيارات بوميض من اعينها المللونه ، تسلك خطو الشاب الساذج حين يغازل الفتاه الممحونه ، عابثاً بعضلآت حاجبيه الي اعلي وأسفل في شكل متبادل ومنتظم ، الوقت يمرّ ويتبخّر ؛ وأسراب السيارات المتزاحمه صامده تتأوه لبطش الذروه ، وسطوتها ، وكأنه يوم الحشر ، قائدي السيارات يتمتمون في سخط وثوره تزهق الروح ، وتكبح جماح النفس ، موجّهين لعنتهم شطر الأشاره ، وعساكر المرور ، واليوم بأكمله ...........
- الصمت يخيّم علي المكان الاّ من صوت المرتزقه :- " الفل يابيه ، الفل ياهانم " ؛ يتخللهم صراخ وشجب الأطارات البعيده أثر اصطكاكها بالقشرة السوداء لتأخذ دورها في صفوف الأنتظار ، الكل يترقّب الأنفراجه ، الاّ تلك المرأة التي اجترّت من خلفها طفلة في عمر الزهور تشبثت بذيل ثوبها المهترئ ؛ الأثنتين نقش علي جبينهما نتوءات البؤس ، والشفقه ، يبدوا وكأنهما الحفاة شبه العرآه ؛ الطفلة لآفرق بينها وطين الأرض ، وقد تراكمت طبقات الغبار من رأسها حتي اخمص قدميها الحافيه ، وجسدها بات لآيري منه سوي ثقبي الأعين الشبيهه بعين السمكه التي فارقت الحياه
- الوقت يمر ، ويتبخّر ؛ والأشارة تعلن عن ضوءها الأخضر لتندفع السيارات في تراقص وطرب ، وسرعه جنونيه ، احتفاءً بأنتهاء مدة الأسر الحارقه ....
سرعان ماانطلقت صافرة شرطي المرور ذو الوجه الذي افحمته الشمس كلون قشرة الأسفلت ، ومعه تبدلت لون الأشاره الي الأحمر لتتوقف مسيرة الزحف ، وتعود السيارات الي مضجعها في غرفة الصمود ، والأستسلام الذي لايخلوا من التأفف والسخط الداخلي علي ادارة المرور ذاتها ................ الكل في انتظار الأنفراجه ، الا تلك السيده البائسه ، دميمة الوجه ، منحنية القامه ، ورأسها الأشعث بلآ غطاء ، تسعي حافية القدمين في انّاة وتمهل يكسوهما الصمت ، والشرود الذهني الي عالم ما غير معلوم .
- السماء صافيه ، والشمس تتعمّد الأساءه ، والمرأة لآتبالي بمن حولها ، فهي تدرك ضالتها نحو نوافذ السيارات ، الواحده تلو الأخري ، لتمدّ احدي ذراعيها علي امل العوده بالحسنه ولو بالقليل بين راحتي كفيّها المرتعش ، وكعادتها تبصر وفاضها فتجده خالياً بلآ مليم يذكر ؛ وكأنها الطاعون يخشي منه الأصحاء ، فهناك من يلذعها بعقب سيجارته لتهمّ بأخراج ذراعها في ضجر وصرخات متقطعه ، وآخر يهرول بغلق نافذته ساخطاً ، مشمئزاً من حالها الرث ؛ .............. السماء تذداد صفاءً ، والشمس تصبّ العذاب صباً جماً ، بائعي المناديل الورقيه يقتربن فتفتح لهم النوافذ ، وتغدق عليهم الأموال ، ومايتبقي من قروش يحتفظن به كأكراميه ، وأخري فتاة حسناء ممشوقة القدّ ، بضة الصدر ، مكتنزة الشفاه ، تطلّ برأسها من كل نوافذ السيارات الفارهه التي تنتقيها بدقة وتريّث ، وغالباً ماتفتح لها الأبواب ، لتمسي الغنيمة اكبر واثمن من همس النوافذ قليلة الرزق ، شحيحة الفرصه لصيد الفريسه بشباك الهوي الملعون .
- الأشارة لآتزال حمراء ، والسيارات لها في اذعان وصمود ، بينما سيدة البؤس ومليكته ، تتحلي بالأراده ، فتخرج لسانها لشرطي المرور ، والأشارة وأصحاب السيارات ، وتفضّ بكارة النوافذ بشجاعة واقدام ، فلآ عاصم اليوم من امر ذراعها سيارة ، ولو تجمعت عليه اعقاب السجائر بأسرها لتقذف به الي الجحيم ..........................
- الطريق مكتظّ بما يرحمه من لعنة الشمس الضاويه ، والمارة قد التزموا منازلهم واعمالهم ليستضلوا بها ، جموع المرتزقه ارتضوا بقدر من جحيم الذروه ، فعادوا الي مقاصدهم ، والمرأة لآتزال وحدها تقطع الصمت علي اقدامها المتحجره التي تجري فيها أخاديد وشقوق لتخترق الصفوف بين المئات من الأطارات ، لتنتهي بآخرها فتمدّ يدها لقائد السياّره المنهمك بممارسة المراهقه مع زوجته عبر الهاتف ، وماكان منه غير تقطيبة ملتويه للجبين ؛ ودفعة قويه من قبضة معصمه وسط نهديها الممصوص ، طرحت بها علي الأرض في شبه اغماءه
- الوقت يمرّ ، ويتبخّر ، ومعه الأشارة تعلن عن ضوءها الأخضر ، السيارات تعبر وتنطلق ، والطفلة الصغيره بجوار امّها لآتزال ممسكة بذيل ثوبها ، لآتبكي ، ولكنها تتأمل بلآ ادراك
محمد رضا النجار
- الوقت يمر ، ويتبخّر ؛ والأشارة تعلن عن ضوءها الأخضر لتندفع السيارات في تراقص وطرب ، وسرعه جنونيه ، احتفاءً بأنتهاء مدة الأسر الحارقه ....
سرعان ماانطلقت صافرة شرطي المرور ذو الوجه الذي افحمته الشمس كلون قشرة الأسفلت ، ومعه تبدلت لون الأشاره الي الأحمر لتتوقف مسيرة الزحف ، وتعود السيارات الي مضجعها في غرفة الصمود ، والأستسلام الذي لايخلوا من التأفف والسخط الداخلي علي ادارة المرور ذاتها ................ الكل في انتظار الأنفراجه ، الا تلك السيده البائسه ، دميمة الوجه ، منحنية القامه ، ورأسها الأشعث بلآ غطاء ، تسعي حافية القدمين في انّاة وتمهل يكسوهما الصمت ، والشرود الذهني الي عالم ما غير معلوم .
- السماء صافيه ، والشمس تتعمّد الأساءه ، والمرأة لآتبالي بمن حولها ، فهي تدرك ضالتها نحو نوافذ السيارات ، الواحده تلو الأخري ، لتمدّ احدي ذراعيها علي امل العوده بالحسنه ولو بالقليل بين راحتي كفيّها المرتعش ، وكعادتها تبصر وفاضها فتجده خالياً بلآ مليم يذكر ؛ وكأنها الطاعون يخشي منه الأصحاء ، فهناك من يلذعها بعقب سيجارته لتهمّ بأخراج ذراعها في ضجر وصرخات متقطعه ، وآخر يهرول بغلق نافذته ساخطاً ، مشمئزاً من حالها الرث ؛ .............. السماء تذداد صفاءً ، والشمس تصبّ العذاب صباً جماً ، بائعي المناديل الورقيه يقتربن فتفتح لهم النوافذ ، وتغدق عليهم الأموال ، ومايتبقي من قروش يحتفظن به كأكراميه ، وأخري فتاة حسناء ممشوقة القدّ ، بضة الصدر ، مكتنزة الشفاه ، تطلّ برأسها من كل نوافذ السيارات الفارهه التي تنتقيها بدقة وتريّث ، وغالباً ماتفتح لها الأبواب ، لتمسي الغنيمة اكبر واثمن من همس النوافذ قليلة الرزق ، شحيحة الفرصه لصيد الفريسه بشباك الهوي الملعون .
- الأشارة لآتزال حمراء ، والسيارات لها في اذعان وصمود ، بينما سيدة البؤس ومليكته ، تتحلي بالأراده ، فتخرج لسانها لشرطي المرور ، والأشارة وأصحاب السيارات ، وتفضّ بكارة النوافذ بشجاعة واقدام ، فلآ عاصم اليوم من امر ذراعها سيارة ، ولو تجمعت عليه اعقاب السجائر بأسرها لتقذف به الي الجحيم ..........................
- الطريق مكتظّ بما يرحمه من لعنة الشمس الضاويه ، والمارة قد التزموا منازلهم واعمالهم ليستضلوا بها ، جموع المرتزقه ارتضوا بقدر من جحيم الذروه ، فعادوا الي مقاصدهم ، والمرأة لآتزال وحدها تقطع الصمت علي اقدامها المتحجره التي تجري فيها أخاديد وشقوق لتخترق الصفوف بين المئات من الأطارات ، لتنتهي بآخرها فتمدّ يدها لقائد السياّره المنهمك بممارسة المراهقه مع زوجته عبر الهاتف ، وماكان منه غير تقطيبة ملتويه للجبين ؛ ودفعة قويه من قبضة معصمه وسط نهديها الممصوص ، طرحت بها علي الأرض في شبه اغماءه
- الوقت يمرّ ، ويتبخّر ، ومعه الأشارة تعلن عن ضوءها الأخضر ، السيارات تعبر وتنطلق ، والطفلة الصغيره بجوار امّها لآتزال ممسكة بذيل ثوبها ، لآتبكي ، ولكنها تتأمل بلآ ادراك
محمد رضا النجار

إرسال تعليق